صفاء ديرية /فريق اعلاميون شباب ضد الفساد- استيقظ في الصباح الباكر وعلى عجلةٍ من امره تناول طعام الإفطار، ارتشف قليلا من فنجان قهوته وخرج مسرعا لطلب إجازة لمدة شهرين من شركة حمودة لصناعة الالبان.
انتهى اللاعب جهاد عدوان الذي يسكن في قرية أبو ديس من تدريبه، وبدأ يعد نفسه للسفر إلى تركيا برفقة الفريق الاولمبي الفلسطيني للكيك بوكسينغ، للمشاركة في الاولمبياد التي ستعقد في تركيا . و اثناء نزاله مع خصم دنماركي كسر لديه ريشة من القفص الصدري، نقل على اثرها إلى مشفى تركي متواضع الإمكانيات لعدم توافر تأمين صحي للفريق .
عدوان يروي قصته "بقيت رئتي أربعة أيام تنزف دون تحسن لحالتي، وبعد عودتي إلى فلسطين نقلت إلى مشفى المقاصد لإجراء عملية لرئتي التي أصبح وضعها يرثى له ".
لم يتم متابعة الوضع الصحي للاعب ولم تغطي الجهات المختصة تكاليف علاجه . حالة عدوان هي حالة من حالات الرياضيين الفلسطينيين , فلماذا وصلت الرياضة الى هنا ومن المسؤول عن هذا ؟
سيتم تناول هذه الحالة وغيرها من خلال تحقيقنا هذا.
المجلس الاعلى للشباب والرياضة هو هيئة حكومية مستقلة تم انشاؤه بعد الغاء وزارة الشباب والرياضة، ويهتم المجلس بالبرامج الادارية والرياضية والشبابية،حيث بلغ المخصص المالي للمجلس الاعلى 67 مليون شيقل في موازنة العام 2014.
التقى فريق اعلاميون شباب ضد الفساد ببطلة الشطرنج الفلسطيني أنوار البزور و أوضحت: "أشارك كل سنة في بطولة السيدات للشطرنج التي تعقد منذ ثلاث سنوات، و في كل مرة كنت أحرز المركز الأول، وبناءً عليه كان الاتحاد يرشحني لتمثيل فلسطين في المنافسات الخارجية والاولمبية".
تشير البزور" أن البطولات الخارجية تكون تكاليفها من ناحية تذاكر السفر والأكل والإقامة مغطاة من قبل الاتحاد، وفي معظم المرّات ندفع نحن اللاعبين المواصلات البرية من فلسطين إلى جسر الأردن من حسابنا الشخصي، فانا فعليا ادفع كي العب".
تتابع اللاعبة أنوار "في المرتين التي سافرت بهما مع اللجنة الاولمبية ، تم منحي مصروف جيب مقداره 300 دولارا. أما المسابقات الدولية التي يشرف عليها الاتحاد لا يكون فيها مصروف جيب، فالاتحاد لا يتكفل إلا بتكاليف السفر".
وعن الاهتمام بها كلاعبة سردت لفريق العمل " أحرزت اللقب الدولي (أستاذة اتحادية WFM) خلال اولمبياد عام 2014 التي عقدت في النرويج, وعند عودتي توقعت أن أجد اهتمام أو تكريم، لكن الواقع كان على العكس فلم أجد أي اهتمام من قبل المجلس الاعلى للشباب والرياضة أو الإتحادات الرياضية ولا حتى صدى إعلامي للقب".
أما عن التواصل بينها وبين المجلس الاعلى للشباب والرياضة واللجنة الاولمبية قالت البزور "فعليا لا يوجد أي تواصل بيني وبينهم، وأضافت الاتحاد يتواصل معي فقط عند وجود بطولات داخلية أو خارجية ".
وتؤكد البزور أنها لم تتلقى أي مبلغ من المجلس الاعلى للشباب والرياضة أو اللجنة الاولمبية سوى مرتين كانتا من اللجنة الاولمبية المبلغ على شكل مصروف جيب. فيما يتعلق بالمكافآت المادية فهي محدودة فمثلاً : في البطولة الفردية لسيدات فلسطين التي انطلقت عام 2012 الفائزة في المركز الأول حصلت على 700 شيقل، والمراكز الثانية والثالثة 500 و300 شيقل، وفي الأعوام التالية اقتصر الأمر على الميداليات.
أما لاعب كرة القدم علاء يامين 22 عام من مدينة قلقيلية تحدث عن إصاباته خلال مشاركاته مع منتخب شباب فلسطين والفريق الاولمبي، فأول إصاباته كانت مع منتخب الشباب عام 2009 في نيبال، فيقول "أصبت في الركبة والجهاز الطبي وقتها لم يهم لعلاجي بالمستوى المطلوب وعلى الرغم من ذلك أكملت اللعب وخضت أربع مباريات وأنا مصاب، وبعد عودتي إلى فلسطين لم يتكلم أحد من المنتخب معي حتى أكمل علاجي، وكان علاجي بعدها على نفقة النادي أسلامي قلقيلية الذي كنت العب.
وأضاف "عند الحديث عن جهاز طبي لفريق منتخب فإنه يجب أن يكون على مستوى عالي لان الفريق واللعبين يكونوا حتى ضغط عالي جداً، وهذا لم يكون متوافر في جهازنا الطبي".
وعن إصابته الثانية أثناء مشاركته مع الفريق الأولمبي الفلسطيني في دبي عام 2010، بين أنه خلال التدريبات اصطدم بلاعب اخر مما أدى إلى إصابته بالكاحل، فيذكر يامين ما حدث بعدها "قام المدرب وقتها بلومي على الاصابة ودامت إصابتي ثلاثة أيام، والمدرب لم يكن يكترث لي ويرفض أن يسمعني، وكنت أتدرب والدم ينزف من قدمي والجرح يتعمق في كاحلي".
وحول إصابته الثالثة مع منتخب فلسطين للشباب عام 2012، يسرد اللاعب ما جرى معه "عسكر الفريق في أريحا وأثناء التدريبات وبسبب التمارين التي أعطاني إياها المدرب، والتي أنا كلاعب أول مره أشاهدها اصبت وكانت الإصابة غريبة ولم أفهم ما حدث لي، كنت أشعر وقتها أنني كالمشلول لا أقدر على الحركة، وكنت أصرخ من الألم اذا ما أحد من الفريق لمسني".
ويتابع "بالرغم من ذلك سافرت مع الفريق لإكمال المعسكر في الاردن وأثناء مشاركة المنتخب في مباراة ودية مع منخب شباب الاردن اصطحبني مساعد اللياقة البدنية إلى ملعب فارغ، وقال لي أنه بحث على علاج لإصابتي عن طريق الإنترنت، التمارين كانت قوية جداً لم استحملها حتى النهاية .
هنا قال يامين " جاء طبيب الفريق الاولمبي الاردني إلى الفندق وقام بعلاجي، وشرح لطبيب المنتخب الفلسطيني طريقة المساج والتمارين الخاصة بعلاجي".
ويضيف "هنا تكمن المشكلة أن طبيب المنتخب كان غير قادر على تشخيصي، وفعلياً الطبيب الأردني هو من قام بعلاجي، والمنتخب لا يعالج اللاعب الا خلال فترة التدريب أو المعسكر أو المباريات وبعدها لا يهتم بمعالجات الأصابات ".
ويروي اللاعب محمد ذوقان 22عام ايضا من مدينة نابلس ما جرى معه قبل واثناء وبعد مشاركته بالاولمبياد لعام 2011 ، فيقول: "نتدرب على الصعيد الشخصي، ولا يوجد أي اهتمام من قبل المجلس الاعلى للشباب والرياضة بصفتنا لاعبيين في المنتخب الفلسطيني. فمثلاً عند التدريب يسافر لاعبي منتخب فلسطين للمواي تاي إلى الاردن على نفقتهم الخاصة ، بينما تتحمل لجنة الاولمبياد تكاليف السفر من الاردن إلى كوريا، وكان من المفترض ان تقدم اللجنة مصروف جيب يقدر ب700 دولاراً لكل لاعب ، لكن تفاجئنا عند وصولنا إلى الاردن باقتسام هذا المبلغ على كل الفريق".
أثناء مشاركة ذوقان في الاولمبياد اصيب بكسر بالفك نتيجة للقتال، وكانت الاصابة بحاجة إلى عملية جراحية. يقول ذوقان : "في بداية الامر ترك الخيار لي باختيار مكان اجراء العملية فإما تكون في الاردن او فلسطين او اجريها في كوريا قبل عودتي".
ويذكر ذوقان لإعلاميون شباب ضد الفساد "بعد التواصل مع عائلتي واستشارة الأطباء نصحوني بأن تجرى العملية في كوريا نظراً للتطور العلمي والإمكانيات والقدرات والخبرة الطبية الكبيرة في مثل هذه الإصابات".
وما دفعه أيضا لإجراء العملية في كوريا، تم ابلاغه بأن اللجنة الاولمبية الاسيوية ستتحمل التكاليف في حال اجرى العملية في داخل كوريا فقط، فدخل مشفى انها الجامعي في انشون ومكث به تسعة أيام بعد اجراء العملية، ويضيف إلى ذلك " كانت تكاليف العلاج كبيرة نوعا ما نظرا لكوني لاعب منتخب".
بدأ ذوقان معاناته بعد عودته الى فلسطين حيث كان بحاجة الى متابعة علاجه مع اخصائيين بجراحة الفك طبقا لما أوصى به اطباء مشفى جامعه انشون، فابلغ فور عودته لجنة الاولمبياد بذلك، وقالوا له أستمر في العلاج وأحضر لنا كل الفواتير وسنقوم بتسديدها.
كل الوعود من اللجنة بتغطية تكاليف العلاج تبددت بعد ان انتهى ذوقان من المرحلة الأولى من العلاج وبعد إحضاره كافة الفواتير قام بإرسالها الى اللجنة الأولمبية وتوجه لمقرها وكان ردهم دائما " هاليومين إن شاء الله " أو " موضوعك عند طبيب الإتحاد " أو " اللواء جبريل مسافر انتظر حتى يعود من السفر"، محمد على هذا الحال منذ اولمبياد عام 2011 حتى يومنا هذا.
تعرج العداءة الفلسطينية ورود صوالحة لإعلاميون شباب ضد الفساد "ألعب ضمن الاتحاد الرياضي لألعاب القوى التابع للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، وفي حال وجود سباق خارج فلسطين يتم تغطية تكاليف الطائرة والفندق والتكاليف الأساسية فقط بينما التكاليف من فلسطين لجسر الأردن تكون على حسابي الشخصي. وفيما يتعلق بمصاريف الجيب فانها لا تكفي الا للطعام والشراب وتكون على قدر الحاجة فقط" .
وتبين صوالحه "دائما أطالب بمصاريف وتغطية احتياجاتي ولكن لم يستجيبوا لمطالبي المتكررة، في إحدى المرات طلبت من اللجنة ملابس وأدوات رياضية ومكان للتدريب قبل سفري للمشاركة في اولمبياد لندن، وبقيت اللجنة تماطل حتى سافرت ولم أرى شيئا ثم بعد ذلك أصبح هناك متابعة من قبل اللجنة وقاموا بمعاقبة الجهات المعنية".
يوضح مدير نادي شباب بلاطة الرياضي محمود جبارة أن النادي لا يتلقى اي دعم مادي من المجلس وإنما يعتمد على دفعات الراعي الرسمي لدوري المحترفين جوال و التي تقدر ب 75 الف دولاراً ، وذلك بواسطة اتحاد كرة القدم. و يضيف "لا يوجد موازنة موحدة للأندية الفلسطينية كلٌ على حدى من المجلس بشكل دوري أو مستمر".
وفي السياق ذاته يؤكد المدير المالي لنادي شباب بلاطة أحمد زهد " المجلس الأعلى للشباب والرياضة لا يقدم للنادي أية مبالغ مالية أو دعم مادي و غير مادي،فالنادي قائم على دفعات جوال وحفلات التبرع التي نقيمها. حيث حصل النادي خلال هذا العام على منحة من السيد الرئيس محمود عباس مقدارها 75 ألف دولار ولم تكفي النادي الا سبعة شهور".
يتطرق زهد لفريق مبادرة اعلاميون شباب ضد الفساد "نحن في النادي دائما نعاني من نقص في الموازنة، ونقوم بتغطيتها من خلال التبرعات سواء من رجال الأعمال أو من الأشخاص المهتمين بالرياضة، ويملك النادي عدد من المخازن التجارية، الا أن العائد من هذه المخازن لا يساوي راتب شهر واحد لأحد اللاعبين".
ويذكر زهد "تقوم جوال الراعي الرسمي بتقسيم المبلغ على شكل أقسام ولا يتم تحويله للنادي دفعة واحدة، و لكن حتى الآن لم نحصل بعد على اية دولار منها على الرغم من مرور نصف الدوري.و يضيف " مباريات الفريق في ملعب بلدية نابلس يحضرها ستة آلاف شخص، يبلغ سعر التذكرة خمسة شواقل، من المفترض أن يكون نصف العائد منها للنادي والنصف الاخر للاتحاد لكننا حتى الان لم نحصلها وهي حق لنا".
و يسترسل زهد "المصاريف التي يمنحها المنتخب للاعبين أثناء السفر رمزية وغير كافيه ، ففي كثير من الأحيان حدث أن يأتيني أحد اللاعبين من النادي قبل سفره لأخذ سلفة من راتبه في النادي قائلاً : "بدي أسافر... واصرف على حالي"، ففي بعض المرات المنتخب لا يدفع للاعبين إلا بعد العودة من السفر".
اما المشرف الرياضي لنادي سلفيت الرياضي الثقافي الأستاذ خالد المصري أوضح لفريق اعلاميون شباب ضد الفساد "بأن وضع النادي مأساوي جداً لأن الدعم الذي يُمنح للنادي يأتي من اشتراكات الهيئة العامة وتبرعات من المجتمع المحلي فقط".
ويتابع المصري"يوجد لعبة رياضية مميزة في نادي سلفيت ، وهي "لعبة الطاولة" التي يتميز بها لاعبي النادي و دائماً ما يشاركوا في المنافسات المحلية ".
ويبين المصري لفريق مبادرة اعلاميون شباب ضد الفساد "كان رد المجلس الأعلى للشباب والرياضة عندما طلبنا منه دعم للنادي لتمكين لاعبي كرة الطاولة وتطويرهم في هذه اللعبة ، كالتالي : "لا يوجد لها مخصص مالي " .
ومن ناحية اخرى يقول أمين صندوق نادي قلقيلية ساهر بدير" لا نتلقى أي دعم من قبل المجلس الأعلى للشباب والرياضة، حتى الاتصالات بين النادي والمجلس شبه مقطوعة، والمستحقات المالية التي يحتاجها النادي تُغطى بشكل شخصي . من الجدير ذكره أن المجلس يقوم بالحصول على مبالغ مالية لاشتراكات اللاعبين ومبالغ آخرى يعتبرها مخالفات على النادي".
أما عن العجز في ميزانية النادي يذكر بدير أن تغطيته تتم من خلال التبرعات اما من أعضاء النادي نفسه أو من خلال أشخاص مهتمين بالرياضة.
المنتديات الشبابية وعلاقتها بالمجلس بالمجلس الأعلى للشباب و الرياضة
يوضح المدير المالي لمنتدى شارك الشبابي السيد عمر ياسين " منتدى شارك مؤسسة أهلية غير ربحية تابعة للمجلس الأعلى للشباب والرياضة، ولا يوجد أي دعم مادي مباشر من قبل المجلس، لكن طبيعة العلاقة تكون في التعاون ورفع التقارير السنوية له، حيث أن العلاقة ليست مبنية على أمور مادية بقدر ما هي مبنية على علاقة شراكة وتحقيق للأنشطة ".
ويضيف ياسين " أن الدعم للمنتدى يكون من المانحين الخارجيين مثل مؤسسات الاتحاد الأوروبي أو داعمين محليين كالقطاع الخاص، ومؤسسات أهلية ومحلية ومراكز لتطوير الجمعيات ".
و يشير السيد ياسين لفريق مبادرة اعلاميون شباب ضد الفساد " قبل تحويل وزارة الشباب والرياضة الى مجلس أعلى للشباب و الرياضة، كانت جزء من نشاطاتنا في المهرجان السنوي الذي ننظمه تُدعم من قبل الوزارة ، لكن ما بين العامين 2009-2010 تلقينا الدعم من المجلس لمرة واحدة ".
يتابع السيد ياسين في حديثه قائلاً :" أما بالنسبة للعجز المالي فهو متنوع و المانحين لا يغطوا كل المشروع ماديا وإنما جزء بسيط منه. وفي هذه الحالة يتم تغطية باقي المشروع من خلال عقد دورات لطلاب الجامعات برسوم رمزية أقل من السوق، وأيضاً تنفيذ مشروع بيت الفتيات الذي يتم بشكل دوري كل ثلاثة شهور، ويتم من خلاله استقطاب طالبات من جامعات بريطانية حيث يقوم المنتدى بتأمين مسكن لهم مقابل مبلغ من المال ".
جاء موعد المقابلة، توجه الفريق إلى المجلس الاعلى للشباب والرياضة، شعور متخبط وأجواء غير مطمئنة وقلق مريب بدأ يسيطر عليه تخوفاً من عدم التعاون نتيجة المماطلة في تحديد الموعد. بعد ذلك دخل الفريق إلى مبنى المجلس الأعلى للشباب و الرياضة لإجراء مقابلة مع المدير المالي، شعر الفريق بأن أمراً ما سيحدث حين بدأ نائب المدير المالي بإجراء اتصالات كثيرة ومكثفة ولم يبدي رغبة في إجراء المقابلة واستعان بآخرين لإجراء المقابلة والرد على استفساراتنا.
المدير المالي للمجلس الأعلى للشباب والرياضة السيدة نفين زيتاوي تبين " ان المبلغ المالي المخصص للمجلس الأعلى للشباب و الرياضة في الموازنة العامة لعام 2014 هو 67 مليون شيقل ، يغطي البرنامج الإداري و الرياضي و الشبابي غير شامل للنفقات التطويرية. وتقدر نفقات رواتب الموظفين و أجورهم ب 4 ,26 مليون شيقل مضافاً لها بدل مواصلات التي تصرف من مخصص بدل تنقل من المصاريف التشغيلية، بالاضافة الى المساهمات الاجتماعية المقدرة ب 2,3 مليون شيقل. "
أوضحت الزيتاوي لفريق مبادرة إعلاميون شباب ضد الفساد " نقوم في المجلس الأعلى للشباب والرياضة بتحديد المبلغ المالي المطلوب لكل عام و لكن غالباً ما نحصل على مخصص مالي أقل من المطلوب . بعد تحديد المبلغ المالي المطلوب رصده في الموازنة العامة لدولة فلسطين كمخصص للمجلس الأعلى للشباب و الرياضة، يتم رفعه لوزارة المالية ، و تبدأ المفاوضات ما بين وزارة المالية و المجلس الاعلى على المبلغ المطلوب حتى يتم تخصيص المبلغ للعام المالي بحسب الاصول المالية المعمول بها، و في بعض الاحيان لا يتم صرف المبلغ المخصص كاملا كما هو مرصود في الموازنة" .
اما فيما يتعلق بالمخصص المالي للمجلس الأعلى للشباب و الرياضة تؤكد الزيتاوي "بما أن موازنة المجلس تشكل أقل من 1% من اجمالي موازنة الدولة اذاً فالمخصص المالي غير كافٍ وهناك نسبة عجز سنوياً. فقد بلغت نسبة العجز لعام 2013 المنصرم 40 % ، حيث أن المجلس يبدأ مشاريع كل سنة و لكن لا يتم سداد أتعاب الموردين والمقاولين فيها و بالتالي يتم ترحيل هذه المستحقات لموازنة العام القادم دون أن يخصص لها بند متأخرات من قبل وزارة المالية، و يتم صرف هذه المستحقات من المصاريف التطويرية المرصودة للمجلس. و تؤكد الزيتاوي بأهمية وجود بند متأخرات في الموازنة لحل مشكلة الديون و تخفيض نسبة العجز لكل سنة ".
الجدير ذكره أن المخصص المالي المرصود في الموازنة العامة للمجلس الاعلى للشباب والرياضة يغطي الأنشطة الشبابية في النوادي الرياضية في مناطق الضفة الغربية و قطاع غزة والقدس وفي مخيمات الشتات ( الأردن و سوريا و لبنان ) أيضاً . و خلال العام 2014 تم إرسال 3 ملايين شيقل لدعم الأندية الشبابية الرياضية في مخيمات اللجوء في لبنان بحسب ما أشارت إليه الزيتاوي.
تشير الزيتاوي " لو كان هناك ترجمة حقيقية لخطة التنمية الوطنية لكان المخصص المالي المرصود للمجلس في الموازنة العامة أكبر من 67 مليون شيقل، معنى ذلك لا يوجد أي انعكاس حقيقي لما هو بالخطة على أرض الواقع".
كما بينت الزيتاوي " تقريباً تم الانتهاء من إعداد خطة عام 2015 ولكن لا زلنا نعمل على النفقات التطويرية، في العام 2013 استعنا بخبراء من أجل وضع الخطة، لكن هذا العام تم إعداد الخطة من قبل موظفي المجلس الأعلى للشباب و الرياضة ".
وتضيف الزيتاوي "أن وزارة المالية ستخفض من المخصص المالي للمجلس الأعلى للعامين القادمين 2015 و 2016 مليون شيقلاً و بذلك يصبح مخصص المجلس 66 مليون شيقل" .
تشير الزيتاوي لفريق مبادرة اعلاميون شباب ضد الفساد "ضمن المشاريع التطويرية للمجلس ، سيكون هناك مقر للإذاعة و التلفزيون مخصص للشباب و تابع للمجلس، وسيتم الانتهاء منه خلال 3 سنوات كحد أقصى، حيث تم شراء سيارات بث خاصة للمجلس خلال هذه السنة الحالية 2014 " .
اين تذهب نفقات المجلس الاعلى للشباب و الرياضة؟
تشكل الرواتب و الأجور نسبة لا تقل عن 40% من المبلغ المخصص المالي للمجلس و البالغ 67 مليون شيقل. في هذا السياق توضح الزيتاوي "هناك رؤية للمجلس تتمثل في نقل بعض الموظفين بإرادتهم إلى بعض الوزارات، و ذلك بهدف تخفيض و تقليل نفقات الرواتب و الأجور على حساب زيادة النفقات التطورية".
وأما المخصص المالي المعتمد لمكافات الموظفين للمجلس تقول الزيتاوي "لا يوجد معايير محددة لتوزيع المكافآت والتي تقدر بخمسون الف شيقل، و لم يتم حتى الآن صرف المكافآت للموظفين للثلاثة الاعوام الماضية."
تحدثت نفين الزيتاوي عن التحديات التي تواجه المجلس و تتمثل في: قلة المخصص المالي، ومشكلة سداد المستحقات للموردين و المقاولين، و مشكلة بطىء عملية تحويل الأوامر المالية من وزارة المالية. وتضيف الزيتاوي" في نهاية هذا العام بعد أن نقدم موازنتا للعام 2015 نبدي اعتراضاتنا على المخصص المالي للمجلس و لكن عادة لا يتم النظر بهذه الاعتراضات و أخذها على محمل الجد".
تتابع الزيتاوي " النفقات التطويرية للمجلس لا تزيد عن 1% و هي لا تعتمد على الجهات المانحة ( Donors ) فقط وإنما السلطة الفلسطينية مسؤولة عن توفير المخصص المالي اللازم لهذه النفقات،و يتم سنوياً سداد مستحقات الموردين و المقاولين من النفقات التطويرية لعدم وجود بند متأخرات في موازنة المجلس".
و تضيف الزيتاوي " وزارة المالية تشترط على المجلس أن يجلب جهات مانحة لتمويل نشاطات المجلس بجهدهم و دون تدخل الوزارة ، وهذا صعب عند إعداد الخطة لأنه من غير الممكن تحديد الجهات المانحة قبل دخول العام الجديد ".
حاول فريق عمل إعلاميون شباب ضد الفساد مقابلة رئيس المجلس الاعلى للشباب والرياضة أو أحد أعضاء الهيئة الإدارية ، لكن باءت المحاولات بالفشل و لم يتمكن الفريق من إجراء المقابلة مع الجهات المعنية و حتى اليوم من تاريخ كتابة التحقيق لا زلنا ننتظر رد المجلس.
عن الشفافية في نشر التقارير المالية تقول الزيتاوي"ما الفائدة من نشر التقارير المالية الشهرية للمجلس، لكن ستكون إحدى التوصيات لنا أن نحاول نشر التقارير المالية والمشاريع المنفذة على الموقع الالكتروني للمجلس".
يتطرق مشرف الاعلام وبناء القدرات في الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة – أمان فضل سليمان "حق الحصول على المعلومات هو قانون من القوانين القديمة الأساسية في عملية مكافحة الفساد التي تضمن مشاركة المواطنين في زيادة الإطار العام للتنمية ووضع البرامج وتخطيطها".
ويضيف مشرفالاعلام ان المشكلة تندرج في إطار الشفافية والمساءلة المطلوبة من جهة المواطن والإعلاميين إذ أن هناك خطوط حمراء وحواجز تُوضع من قبل صناع القرار في الوزارات والمؤسسات والاتحادات، لذا كان هناك العديد من الحملات التي تمّ رسمها وتبنيها بهدف الوصول إلى هذا الحق".
وعن سبب حجب اصحاب القرار المعلومات يسترسل سليمان "المسؤول في دول العالم الثالث يعتبر القوة في مصدر المعلومات، وفي حال نشرها يصبح الطرف الأضعف، فينتهج منهج عدم الشفافية خوفا من أن يصبح مكشوفاً، مما يساعده على استغلال المنصب العام من أجل مصلحته الشخصية".
ويشير خلال حديثه عن أهمية معرفة الفرد بما يجري حوله، وكيف تُؤخذ الضرائب والأموال التي يتم الحصول عليها من الدول المانحة والتمويل الخارجي تحت اسم المواطن. ويذكر أيضاً أن العالم العربي يتربع على مناطق متقدمة من حيث مستوى الفساد، فليس لديه قابلية لفكرة نشر المعلومة. ويؤكد فضل سليمان في ختام حديثه على أهمية توعية المواطنين بحق الحصول على المعلومات من خلال وسائل الإعلام كافّة ومؤسسات المجتمع المدنيّ، للنهوض بواقع المجتمع الفلسطينيّ، ليصبح أكثر شفافية .
في اخر إحصائية للمجلس الاعلى للشباب والرياضة يظهر أن عدد الموظفين وصل الى 571 موظف في الضفة الغربية و قطاع غزة، منهم 162 موظف اما مدير عام أو بمسمى مدير.
كذلك وحسب التقرير الشهري لتشرين الثاني للعام 2014 الصادر عن وزارة المالية فإن المجلس الاعلى للشباب والرياضة قد تلقى من وزارة المالية أكثر من %90 من موزانة المجلس المخصصة له في الموازنة والتي تبلغ 67 مليون شيقل.
رئيس قسم الدراسات العليا في جامعة النجاح والخبير المالي الدكتور سامح العطعوط يوضح لفريق عمل مبادرة اعلاميون شباب ضد الفساد " مخصص المجلس الاعلى للشباب والرياضة لا تزيد نسبته عن ١٪ وهي قليلة جدا اذا ما قورنت بنسبة الشباب في المجتمع الفلسطيني التي يشكل الرافعة الاساسية للاقتصاد الوطني الذي يحتاج لضخ اموال اكثر وتطوير المشاريع بالإضافة الى اعاده هيكلية الموازنة العامة ".
ويؤكد العطعوط " لا بد من العمل على زيادة حصة قطاع الشباب في الموازنة العامة لدولة فلسطين للأعوام القادمة ضمن خطة استراتيجية لاشراك الشباب في التغيير والتطوير،كذلك لا بد من اعادة الهيكلية الاقتصادية، فالاقتصاد يعاني من مشكلة التركيز على القطاع الخدماتي فقط ،حيث من المهم ان يكون الاقتصاد الفلسطيني متنوعاً ، مثلاً: زراعياً او خدماتياً او تقنياً لتحقيق التنمية الوطنية ضمن الاستراتيجية المعدة لهذا الغرض".
كل محاولات فريق عمل اعلاميون شباب ضد الفساد في مقابلة وزارة المالية باءت بالفشل, وكأنها قلعة حصينة لا يستطيع احد الوصول اليها.حيث قام الفريق بارسال ما يزيد عن اربعة كتب رسمية للوزارة لكن كلها كانت تقابل باهمال مستمر، ودائما كان رد الموظف "لقد فقدت الكتاب اعيدوا ارساله"، أو" هذه ليست وظيفتي"، أو "المدير غير موجود". و في اخر مرة وجهنا الكتاب ، اعطينا وعداً بإجراء مقابلة مع المدير المالي للوزارة ، ومنذ ذلك الوقت لا زلنا ننتظر.
تم هذا التحقيق بالتعاون مع الائتلاف من اجل النزاهة والشفافية امان، بتمويل من الاتحاد الاوروبي