البيرة 24-8-2015 وفا- أجمع مشاركون في ورشة عمل نظمتها صحيفة الحياة الجديدة، اليوم الاثنين، بالتعاون مع هيئة مكافحة الفساد في مقر الصحيفة بالبيرة، بعنوان 'شراكة مهنية في مكافحة الفساد'، على أهمية توسيع نطاق الشراكة المهنية بين وسائل الاعلام المحلية لدعم واسناد جهود الهيئة في مكافحة الفساد من خلال دعم تأسيس وإنشاء دوائر وأقسام للتحقيقات الاستقصائية في وسائل الإعلام الرسمية بما يساهم في تعزيز مصداقية وسائل إعلامنا المحلي من جانب ودعم الجهود الرسمية في مكافحة الفساد.
وشدد المشاركون في الورشة التي نظمت في إطار التعاون والشراكة بين الهيئة والصحيفة وترجمة عملية للاتفاقية المبرمة بين الجانبين، وشارك فيها مجموعة من الصحفيين من وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية/ وفا، وهيئة الإذاعة والتلفزيون، وصحيفة الحياة الجديدة، شددوا على أهمية توفير الحماية والسلامة للصحافيين العاملين في مجال التحقيقات الاستقصائية والضغط من اجل اقرار قانون حق الحصول على المعلومات باعتبار ذلك متطلبات مهمة لتدعيم التحقيقات الاستقصائية في اعلامنا المحلي.
وقال رئيس تحرير الصحيفة، محمود ابو الهيجاء، في كلمته الافتتاحية للورشة، 'إن الحياة الجديدة قطعت شوطا مهما ونموذجا يحتذى في تدعيم فنون الصحافة المكتوبة بما في ذلك الصحافة الاستقصائية'، مشددا في الوقت ذاته على أهمية أن يتحمل الإعلام المحلي مسؤولياته نحو إنتاج المعرفة وتطويرها بما يتلائم مع قدرات الشعب الفلسطيني الذي ما زال يعاني من سياسات الاحتلال.'
واضاف، 'إن انعقاد مثل هذه الورشة يأتي في اطار علاقة الشراكة وتوسيعها مع مختلف المؤسسات الرسمية وضمن منهج الانفتاح على المجتمع المحلي عبر تناول قضاياه ومشاكلها بمسؤولية وضمن منهج معرفي متنور يعزز من قدرات شعبنا على الصمود في مواجهة ما يحاك ضده على اكثر من مستوى'.
وأِشار أبو الهيجاء إلى الدور الكبير الذي يمكن للإعلام المحلي أن يلعبه في مجال مكافحة الفساد، في الوقت الذي شدد فيه على أهمية التحقق من المعلومات وفحصها وعدم الانجرار وراء الشائعات أو الاتهامات الكيدية التي تعرض مصداقية الإعلام لمخاطر فقدان ثقة الجهور .
من جانبه أكد ممثل الهيئة، حمدي الخواجا، في مداخلته نيابة عن رئيس الهيئة، رفيق النتشة، حرص الهيئة توسيع نطاق الشراكة مع مختلف القطاعات في إطار الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد، وقال، 'إن هذه الجهود بحاجة لشراكة حقيقية ومسؤولية جماعية'، مشيدا بالدور المهم الذي لعبته وتعلبه صحيفة الحياة الجديدة في مجال التحقيقات الاستقصائية عبر نشر تحقيقات متميزة في هذا المجال.
وقال، 'هذه تجربة رائدة يجب البناء عليها وعلى وسائل إعلامنا المحلي أن تحذو حذو الحياة الجديدة في مجال التحقيقات ودعم إنشاء دوائر وأقسام متخصصة للتحقيقات الاستقصائية'، مشددا على حرص الهيئة على تنفيذ سلسلة من الأنشطة والفعاليات التوعوية في مجال مكافحة الفساد إضافة إلى دعم واسناد حماية المبلغين عن قضايا الفساد.
واستعرض الخواجا محاور عمل الهيئة في إطار تنفيذها للاستراتيجية الوطنية في مكافحة الفساد التي من ضمنها قطاع الإعلام الذي يعتبر أحد الشركاء الأساسيين للهيئة في هذا المجال، مشددا على أنه لا يمكن تحقيق أفضل النتائج في هذه الجهود دون الدخول في شركات مهنية حقيقية في هذا الاتجاه.
من ناحيته قدم المستشار القانوني للهيئة، أسامه السعدي، ورقة عمل لخص فيها قانون مكافحة الفساد والاجراءات المرتبطة بتنفيذه والخاضعون لأحكامه، إضافة الى إنشاء الهيئة وشروط تعين رئيسها وموظفيها واختصاصات الهيئة وصلاحياتها والعقوبات وكافة الاجراءات المرتبطة، مشددا على أن الهيئة تضمن حماية المبلغين عن الفساد، في حين أكد ان عقوبة مقدمي التقارير الكيدية تصل إلى 6 أشهر سجن.
من جانبها تحدثت المستشارة القانونية في الصحيفة، دعاء المصري، عن دور الإعلام في تعزيز ومساندة هيئة مكافحة الفساد، مشددة على أن الإعلام يلعب دورا مهما في تدعيم مكافحة الفساد من خلال الالتزام بالقوانين والاجراءات التي تضمن حرية العمل الصحفي بما في ذلك ما جاء في القانون الأساسي.
وأكدت أهمية تسلح الصحافيين بالوعي القانوني أثناء عملهم المهني والتحقق من المعلومات وفحصها قبل نشرها بما يؤسس على دور إعلام أكثر انتشارا واوسع نفوذا وتأثيرا في السياسات والاجراءات النافذة.
واستعرض مدير دائرة التحقيقات الاستقصائية في الصحيفة، منتصر حمدان، تأسيس الدائرة وأهدافها ورؤيتها المستقبلية، داعيا الى اهمية نقل التجربة إلى وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية/ وفا، وهيئة الاذاعة والتلفزيون، الأمر الذي يفتح الطريق نحو تعزيز قوة ومصداقية الإعلام المحلي الرسمي، وضمان حماية الصحافيين العاملين في مجال التحقيقات الاستقصائية استنادا الى فكرة جماعية النشر والتركيز على قضايا محددة .
وشدد حمدان على أهمية حماية التجارب والمبادرات الاعلامية المحلية وعدم اخضاعها لتكون رهينة للتمويل الخارجي الاجنبي أو رهينة لمراكز القوى الاقتصادية، وضرورة الشراكة بين مختلف وسائل الاعلام بما يضمن حماية حقوق الجمهور في المعرفة والمعلومات وعرض مشاكله وهمومه بطريقة مهنية.
وختم حمدان حديثه بالقول، ' لدينا قاعدة ثابتة تفيد بانه كلما التزم الصحافي بالمهنية كلما قلت المخاطر وكلما ابتعد الصحفي عن المهنية فان المخاطر تزيد... وبالتالي فإن مهنية الصحافيين أفضل الطرق وأقصرها لضمان سلامتهم الشخصية'.
وجرى خلال الورشة طرح العديد من التساؤلات والافكار التي يمكن أن تساهم في تطوير إعلامنا المحلي وآليات تحويل الأفكار إلى برنامج إعلامي تتشارك فيه المؤسسات الاعلامية الرسمية بالتعاون مع هيئة مكافحة الفساد على مستوى التدريب والتطوير المعرفي للصحافيين والصحافيات، وعلى مستوى تشجيع ادارة المؤسسات الاعلامية في تدعيم هذه الاسس والمبادئ.
ـــ
م.ب