أخبار 2009

جلسة نقاش تظهر تباين الآراء حول نقص التحقيقات في الصحف

جلسة نقاش تظهر تباين الآراء حول نقص التحقيقات في الصحف


 
27/6/2009  
  

تباينت أراء صحافيون وإعلاميون يمثلون مؤسسات إعلامية محلية، خلال جلسة نقاش نظمتها شبكة الإعلاميين من اجل النزاهة والشفافية في مقر مؤسسة أمان في رام الله، اليوم، حول الأسباب التي تقف وراء تدني التحقيقات الصحافية النوعية في الصحف المحلية.

وأشار مشاركون إلى ان غياب التحقيقات الصحافية في الصحف المحلية، يؤدي إلى تهميش وتغيب قضايا ومشاكل قطاعات واسعة من المجتمع المحلي، نظرا لارتباط هذا النوع من فنون العمل مع الصحفي مع قضايا المواطنين وهمومهم والانتهاكات او التجاوزات التي تقع بحقهم.

واعتبروا انه بالرغم من حالة التباين في الأسباب التي تقف وراء ما يوصف بـ 'غياب التحقيقات الصحافية عن الصحف ألمحلية' إلا أن هناك إجماع واضح على ان الصحافيين ومؤسساتهم الإعلامية هم أكثر الجهات التي تتحمل مسؤولية هذا الغياب للتحقيقات الصحافية.

وأكد المشاركون على أهمية فتح هذه القضية للنقاش وإثارتها بين الصحافيين والمؤسسات الإعلامية، انطلاقا من المسؤولية المهنية التي تحتم على وسائل الإعلام لعب مثل هذا الدور كونه يقع ضمن مسؤوليات الإعلام المحلي في نشر المعلومات للمواطنين بطريقة موضوعية ومهنية.

وجرى خلال الجلسة استعراض تجارب متنوعة لصحف الأيام والحياة الجديدة، وصحيفة الحال الصادرة عن معهد الإعلام في جامعة بيرزيت، وابرز المشاكل التي تعيق انجاز تحقيقات صحافية نوعية ونشرها في هذه الصحف.

وشدد منسق شبكة الإعلاميين من اجل النزاهة والشفافية، منتصر حمدان، على أهمية فتح النقاش الجاد والمسؤول حول هذه الموضوع كونه يمثل حاجة مجتمعية وإعلامية على حد السواء، مشيرا إلى أن الشبكة عملت على حصر مجموعة من المبررات الخاصة بالصحافيين التي تحول دون انجازهم مثل هذه التحقيقات ومبررات لها علاقة بالمؤسسات الإعلامية المحلية.

ورأى أن الصحافيين والمؤسسات الإعلامية يتحملون مسؤولية القصور  لغياب التحقيقات الصحافية النوعية، الأمر الذي أدى إلى أن تصبح التحقيقات الصحافية 'عملة نادرة' في صحافتنا المحلية.

واشار حمدان الى عزم الشبكة العمل من اجل فتح نقاش موسع مع المؤسسات الإعلامية والصحافيين من اجل التغلب على الإشكاليات والعقبات التي تحول دون انجاز مثل هذه التحقيقات، موضحا ان الشبكة بصدد انجاز دراسة حول أسباب غياب التحقيقات الصحافية من صحفنا المحلية من اجل الوقوف على هذه الأسباب، وتقديم الحلول الملائمة لتطوير اعتماد هذا اللون من فنون العمل الصحفي.

من جانبها أكدت رئيسة تحرير صحيفة 'ألحال نيبال ثوابتة، على أهمية إثارة النقاش حول هذه الموضوع، مشيرة إلى أهمية اخذ البيئة المحيطة التي يعمل فيها الإعلاميون والمؤسسات الإعلامية، إضافة إلى نقص الموارد المالية  التي تعتبر احد الأسباب التي تحول دون انجاز تحقيقات صحفية نوعية كونه تتطلب جهدا ووقتا وأموالا لانجازها.

وأشارت ثوابتة إلى أن الحكم على العمل الإعلامي يجب ان يستند إلى الأثر الذي يحققه دون الانشغال كثيرا في مسميات المادة الإعلامية سواء كانت تحقيقا أم تقريرا أو أخبار.

وأوضحت، ان صحيفة الحال نجحت في إثارة العديد من القضايا ذات العلاقة بواقع المجتمع من خلال قصص او تقارير صحفية وحققت أثرا ملموسا في القضايا التي أثارتها.

من ناحيته، اثأر الإعلامي صالح مشارقة الذي تحدث عن تجربة صحيفة الحياة الجديدة في انجاز تحقيقات صحافية نوعية، العديد من القضايا الإشكالية التي عزا اغلبها إلى الصحافيين.

وأوضح، ان الصحيفة لا تتردد في نشر تحقيقات ذات جودة عالية حينما تصل الصحيفة، معتبرا ان نقص او غياب التحقيقات الصحافية يتحمله الصحافيين أنفسهم الذين تحول أغلبية منهم إلى مجرد كتبة لدى المؤسسات الرسمية والأهلية ويميلون للتقارير الجاهزة التي تصدرها تلك المؤسسات.

وقال: ' ان انجاز التحقيقات الصحافية النوعية يمثل مكسبا للصحيفة وللصحفي نفسه، لكن ما يجري هو العكس، فهناك نقص في هذه التحقيقات الأمر الذي يحلق الضرر بالصحيفة والصحفي والجمهور' .

ورأى الصحفي حسام عز الدين الذين تحدث عن تجربة صحيفة الأيام في انجاز التحقيقات الصحافية، ان المسؤولية تتحملها المؤسسات الإعلامية وليس الصحفي، مشيرا إلى أن اغلب المؤسسات الصحافية المحلية تعاني من غياب أقسام للتحقيقات الصحافية في داخلها، ما يجعل انجاز التحقيقات الصحافية يستند الى مبادرات فردية من الصحافيين وليس من صحفهم.

وأشار إلى ان العديد من المبررات التي يجري استخدامها من قبل الصحافيين او المؤسسات الإعلامية لهذا القصور في انجاز التحقيقات تعتبر مبررات واهية للتغطية على هذا القصور، وقال: ' هناك مبررات تتحدث عن تدني سقف الحريات العامة وأهمية حماية الصحافيين لضمان انجاز مثل هذه التحقيقات لكنني في الوقت ذاته لم نشاهد أو نسمع عن أي صحفي تعرض للاعتقال او الاعتداء نتيجة انجازه تحقيق صحفي حول قضية معينة' .

من جانبه لفت الإعلامي نبهان خريشة، الى أهمية فتح النقاش حول هذه القضية كونها ترتبط بدور ومسؤولية الصحافيين والإعلاميين، مشيرا في الوقت ذاته الى ضعف المواد الإعلامية التي باتت متوفرة ومنشورة على المدونات الصحافية، والتي حسب وجهة نظرة باتت تمثل جانب من العلاقات العامة والترويج ليس اكثر ولا اقل، في حين ان هذه المدونات تلعب دورا برزا في العديد من الدول العربية والأجنبية.

وأشار إلى ان اعتماد إنشاء المدونات الصحافية يزيل ابرز عقبة قد تواجه الصحافيين والتي تتمثل في نشر التحقيقات الصحافية، الأمر الذي يستدعي العمل على استغلال هذه المساحة في انجاز تحقيقات صحافية نوعية ونشرها في هذه المدونات.

ورأى الإعلامي وليد بطراوي، وجود إشكاليات لها علاقة بفهم العديد من الصحافيين للتحقيقات الصحافية، مشيرا إلى أهمية توطيد العلاقة مع المؤسسات الإعلامية العربية والدولية الناشطة في دعم وتمويل انجاز التحقيقات الصحافية الاستقصائية.

وأكد بطراوي، وجود تعاون وثيق مع مركز أريج التي تتخذ من العاصمة الأردنية مقرا لها يمكن الاستفادة منها في تطوير عمل الصحافيين والمؤسسات الإعلامية على حد السواء في مجالات التحقيقات الصحافية النوعية.

كما أشار إلى إمكانية الاستفادة من المنح التي يقدمها المركز في مجال دعم الصحافة الاستقصائية في الأراضي الفلسطينية.

ومن ناحيتها أكدت مسؤولة وحدة البحث والتطوير في مؤسسة امان، عبير مصلح، على حرص المؤسسة على دعم الصحافيين من اجل انجاز تحقيقات صحافية لها علاقة بالكشف عن مظاهر سوء استخدام المنصب العام وهدر المال العام، مؤكدة ان المؤسسة تعتمد كثيرا في عملها على مثل هذه التحقيقات الصحافية، مشيرة إلى ان ابرز المشاكل التي تعيق عمل الصحافيين والإعلاميين تتمثل في غياب الدافعية لدى الصحافيين بعمل مثل هذه التحقيقات، والضعف المهني خاصة في مجال التحقيقات الاستقصائية، وضعف الجسم النقابي الذي يسعى إلى حماية الصحافيين.

وشدد مسؤول دائرة الإعلام والعلاقات العامة في الهيئة المستقلة لحقوق المواطن، مجيد صوالحة، على العلاقة الوطيدة بين المؤسسات الحقوقية والإعلامية خاصة في ظل وجود ضعف لدى الصحافيين في مجال التشريعات والقوانين التي لها علاقة بحقوق المواطنين، موضحا أن الباحثين التابعين للهيئة والتي يصل عددهم إلى قرابة 55 باحثا في الضفة وغزة تربطهم علاقة وثيقة مع الصحافيين.

وأشار إلى أهمية انجاز التحقيقات الصحافية النوعية في مجال القضايا الحقوقية لما له من اثر ودور في نشر الوعي القانوني والحقوقي لدى المواطنين، مؤكدا استعداد الهيئة التعاون الكامل في هذا المجال.
وكانت ورشة العمل افتتحت بكلمة ترحيبية من مؤسسة أمان مثلها سعيد عوض الله الذي رحب بالمشاركين مؤكدا على أهمية العلاقة الوطيدة بين شبكة الإعلاميين من اجل النزاهة والشفافية ومؤسسة أمان.

go top