في إطار فعاليات أمان للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الفساد والذي يصادف في التاسع من كانون اول من كل عام، اطلقت امان حملة ستستمر عدة أشهر حتى تحقيق هدفها والمستند الى أن المرأة الفلسطينية هي شريك أساسي في الحرب ضد الفساد. وعلى الرغم من أن الواقع الفعلي والعملي للحالة الفلسطينية لا يوجد به ما يشير الى وجود أي تمييز أو فروقات واضحة في أثر الفساد على المرأة مقارنة باثره على الرجل الا أن الحاجة لزيادة انخراطها في الجهود الوطنية لمكافحة الفساد ضرورية كون مكافحة الفساد ورفض الانخراط به هي نهج تربية ينشأ في البيت أولا وفي المدرسة وفي مكان العمل، وللمرأة الدور الاعظم في تحقيق هذه التنشئة. كما أن هذا الدور يتطلب جرأة من المرأة الفلسطينية كذلك في الابلاغ عن ممارسي الفساد وعدم اتاحة الفرصة للفاسدين للافلات من العقاب.
فقد اشارت بعض تقارير أمان الى ازدياد ظاهرة التحرش الجنسي في الوظيفة العمومية والتي اتخذت اشكال مختلفة، وغالباً ما تصدر من قبل مسؤول يستغل موقعه الوظيفي وسلطته المؤتمن عليها لتحقيق مصلحة أو رغبات شخصية. وهو ما ينطبق على تعريف الفساد كذلك (سوء استخدام الموقع الوظيفي للحصول على مصلحة شخصية، ذاتية لنفسه أو لعائلته او لحزبه...الخ)، وبالتالي ترى أمان في التحرش الجنسي في الوظيفة العمومية شكلا من أشكال الفساد الاداري.
لهذا تهدف هذه الحملة الى الضغط باتجاه ادراج هذه الجريمة في قانون مكافحة الفساد ومعاقبة مرتكبيها بناء على العقوبات الواردة في هذا القانون، اضافة الىورفع الوعي حول اهمية دور المرأة في مكافحة الفساد ( سواء ضمن مجال عملها او دورها كأم ومربية للاطفال أو عاملة في كل من القطاع العام، الاهلي والاكاديمي وتحفيزها على الابلاغ عن شبهات الفساد من خلال تقديم المشورة القانوينة لهم ومتابعة قضاياهم مع الجهات الرسمية.كما تزكز الحملة على ابراز قصص النجاح النسوية في مجال محاربة الفساد والابلاغ عنه.
من اجل ايصال رسالة وصوت أمان لصناع القرار، فان الحملة تشمل تنفيذ عدة أنشطة تتنوع ما بين تطوير رسائل، تصميم اعلانات ونشرها عبر الوسائل الاعلامية المختلفة كالصحف المحلية، المواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعي، اضافة الى عقد سلسلة من ورش العمل التوعوية للفئة المستهدفة واللقاءات المختلفة للضغط على لصناع القرار واعلات صوت نساء فلسطين من اجلاتخاذ الخطوات اللازمة باتجاه تحقيق هدفنا.
ومن منطلق ايمان ائتلاف أمان من أن عملية مكافحة الفساد تحتاج إلى تكثيف جهود مختلف الاطراف المعنية، فانها تدعو كافة المؤسسات الفلسطينية الرسمية، الاهلية والاكاديمية الى التعاون معها من اجل تحقيق الهدف المنشود، كما انها تدعم المشاركة الفردية الفعالة والغنية من كل امرأة فلسطينية.
