أخبار 2024

في اليوم العالمي لحماية المبلّغين عن الفساد.. أكثر من 150 شهيداً من الصحفيين والصحفيات مع استمرار إفلات الاحتلال من العقاب

في اليوم العالمي لحماية المبلّغين عن الفساد.. أكثر من 150 شهيداً من الصحفيين والصحفيات مع استمرار إفلات الاحتلال من العقاب

في اليوم العالمي لحماية المبلّغين عن الفساد

أكثر من 150 شهيداً من الصحفيين والصحفيات مع استمرار إفلات الاحتلال من العقاب

 

يواصل الاحتلال الإسرائيلي نهجه في استهداف وقتل الصحفيين/ات الفلسطينيين/ات في حرب الإبادة الجماعية في عموم فلسطين، حيث قتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال 9 شهور وحتى تاريخ اليوم، 152 صحفياً/ة في قطاع غزة، استُهدف بعضهم مع عائلته في قصف جوي لمنازلهم، بينما قتل بعض آخر، ببزّته الصحفية، على رأس عمله الصحفي، غير الجرحى منهم، ناهيك عن اعتقال الصحفيين/ات في الضفة الغربية والقدس، إضافة لإغلاق وكالات إعلامية محلية وإقليمية برمّتها، الأمر الذي يكرّس قصدية الاحتلال في استهدافه للصحافيين/ات، في محاولة صريحة لتكميم الأفواه، ومنعهم من توثيق جرائمه، وعدم تقديم حجج وبيّنات لملاحقته في القضاء الدولي، مع استمرار نهج عدم مساءلة الاحتلال على جرائمه، واستمرار نهج إفلاته من العقاب.

صادف ال 23 من حزيران الماضي، اليوم العالمي لحماية المبلّغين عن الفساد، وبهذه المناسبة؛ يندد الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة (أمان) بتواصل جرائم الاحتلال واستهدافه الصحفيين/ات، الذين لهم دور كبير في الإبلاغ عن الفساد وإعداد تحقيقات استقصائية حوله، مذكراً المجتمع الدولي بواجبه ومسؤولياته تجاه الصحفيين/ات، ومطالباً إياه بتوفير حماية لهم، حسبما جاء في المواثيق الدولية، وعدم التعامل مع حقوق الإنسان بانتقائية ومعايير مزدوجة، وإنما تذكير حكومات وشعوب العالم بوجوب شمولية الحقوق للجميع، والتأكيد بذلك على العلاقة الوثيقة بين مكافحة الفساد وتحقيق أهداف التنمية المستدامة واستتباب السلام والأمن الدوليين.

كما يستنكر ائتلاف أمان الصمت الدولي في التعامل مع استهداف وقتل الصحفيين الفلسطينيين، مندّداً بقتل الاحتلال أكثر من عشرة صحافيين استقصائيين من بين 152 شهيداً\ة، كان ائتلاف أمان قد استثمر بهم ودرّبهم على مدار عدة سنوات لإنتاج تحقيقات استقصائية لمكافحة الفساد، وكان لهم دور فعّال وشجاع في درء الفساد ومساءلة المسؤولين، عن طريق إنتاجهم لتحقيقات استقصائية في وسائل إعلام محلية، شجّعت -بدورها- السلطات المحلية على التعامل معها كشبهات فساد، ومتابعتها حسب الأصول. وعدّد ائتلاف أمان الجرائم التي اقترفها الاحتلال حتى اللحظة، مستشهداً باستطلاع حديث أجراه مركز أريج (شبكة إعلاميون من أجل صحافة استقصائية عربية)، حيث أفاد بتعرّض 98% من الصحفيين/ات للنزوح عدة مرات، واضطرار نصفهم للعيش في خيام متهالكة، كذلك تدمير الاحتلال منازل 183 صحفيًا/ة بشكل جزئي أو كلي، وفقْد 195 منهم معداتهم الصحفية، ونحو مئة منهم وظائفهم.

وحسب أرقام واحصائيات نقابة الصحفيين الفلسطينيين، والاتحاد الدولي للصحفيين، قَتَلَ الاحتلال نحو 10% من صحفيي غزة، حيث غدت الخوذة الصحفية والدرع الواقي بمثابة إشارة سهلة لاستهداف الصحفيين، كما تعمّدت قوات الاحتلال تدمير البنية الإعلامية المحلية الأجنبية على حد سواء، لمسح الأدلة والشواهد التي تدينه، إضافة لتقصّده منع الإعلام الأجنبي والدولي من الدخول للقطاع ومعاينة الواقع وتغطيته، ومنع الصحفيين/ات الجرحى من السفر لتلقي العلاج، إضافة لاختطاف صحافيين والتسبب باختفائهم قسراً وارتكاب جرائم تعذيب بحقهم.

كما تشير الأرقام والاحصائيات أن الواقع في الضفة الغربية والقدس على صفيح ساخن أيضاً، حيث يرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي العديد من الانتهاكات، بما في ذلك حماية هجمات المستوطنين على الصحفيين/ات وسرقة أو تدمير معداتهم، ناهيك عن العمل في ظروف الإغلاقات والحواجز. ومنذ السابع من أكتوبر، اعتقل الاحتلال 80 صحفيا، أطلق سراح 30 منهم، فيما ما زال 50 صحفيا/ة في سجون الاحتلال، بينهم ثلاثة صحفيين عملوا مع ائتلاف أمان أو فازوا بجائزة أمان للنزاهة لأفضل تحقيق استقصائي. والجدير ذكره تواجد 19 من الصحفيين/ات رهن الاعتقال الإداري، أي دون وجود تهم أو محاكمة، وإنما يتم اعتقالهم بناء على ما يسمى بالملف السري، أخطر ما فيه أنه يتجدد دون سقف زمني. إضافة إلى إرهاب الصحفيين/ات، وتهديدهم، ونشر خطاب الكراهية بحقهم، بهدف منعهم من الاستمرار في تأدية عملهم الصحفي.

جميع ما ذكر من جرائم الاحتلال بحق الصحفيين/ات في عموم فلسطين، ما هو إلا دليل واضح على أن الجرائم المرتكبة ليست عشوائية، وإنما هي نهج مقصود ومتعمّد للتغطية على جرائمه، ومحاولاته في الإفلات من العقاب.

بمناسبة اليوم العالمي لحماية المبلّغين عن الفساد في التقويم الدولي، يُشيد ائتلاف أمان بشهداء الصحافة الفلسطينية، مثنياً على دورهم البطولي وشجاعتهم في نقل الحقيقة، داعياً بدوره المنابر الدولية لتوفير الحماية للصحافيين/ات، وصون حقوقهم، وضرورة فتح تحقيقات دولية لجرائم استهدافهم وقتلهم، والبدء باتخاذ إجراءات قانونية، وإعمال القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الذي يكفل ذلك، من أجل مساءلة ومحاسبة الاحتلال الإسرائيلي على جرائمه ضد الصحفيين/ات، وضمان عدم إفلاته من العقاب.

 

 

 

go top