رام الله - وطن للأنباء - علي دراغمة: كشفت وزيرة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات صفاء ناصر الدين، عن واحدة من أكبر عمليات الاختلاس التي وقعت في مكاتب البريد، التي فاقت مليون شيقل.
وقالت ناصر الدين لـ وطن للأنباء إن الإجراءات المتبعة في التدقيق على مكاتب البريد منذ عام 1994 شجعت على الاختلاس، كونها ورقية، بالإضافة إلى مدير مكتب البريد، الذي كان يشغل مدير الخزينة.
وأكدت أن مدير أحد أفرع البريد سلم نفسه لهيئة مكافحة الفساد، بعد اختلاسه بعد مطالبته بإعادة كميات من الطوابع كانت بحوزة الفرع الذي كان يديره.
ووفقا للوزيرة ناصر الدين: فقد شكلت الوزارة لجنة تحقيق وقامت بعمل جرد للحسابات، كما نقوم حاليا بإجراءات عدة في الوزارة، للتأكد من شبهات الفساد وإحالة المتورطين فيها للهيئة، واتخاذ المقتضى القانوني بحقهم.
وأوضحت أنه حسب تحقيق هئية مكافحة الفساد، والتحقيق الداخلي، تبين أن عمليات الاختلاس المكتشفة في البريد بدأت منذ عام 2006، والمحت الوزيرة انه ممن الممكن اكتشاف مواطن خلل في مكاتب بريد اخرى.
وتابعت الوزيرة ناصر الدين، أن نقص أحد أنواع الطوابع في مكاتب البريد أدى إلى اكتشاف الاختلاس المذكور، مردفة: المكتب الذي تم اختلاسه كان يحتفظ بنحو 200 طابع، وعندما طالبناه بإعادتها لتوزيعها على المكاتب التي تحتاجها تمت المماطلة لأيام، لكن ثبت أن مدير هذا المكتب سلم نفسه لهيئة مكافحة الفساد طواعي".
وعن الإجراءات الوقائية الواجب اتخاذها لعدم تكرار قضايا الفساد في الوزارة والبريد، قالت ناصر الدين: الوزارة اتخذت العديد من الإجراءات الوقائية، منها تشكيل لجان دائمة لجرد الحسابات في كل مكتب، وتم فصل مسؤول الخزينة عن مدير المكتب البريدي.
من جهته، قال رئيس هيئة مكافحة الفساد رفيق النتشة خلال حديثه لراديو بيت لحم 2000: إن "قانون الهيئة سجل بوضوح أن كل من سوّلت له نفسه الاعتداء على المال العام، والقيام بأي عملية فساد، وأراد أن يتوب ويتراجع عن هذا العمل، وشعر بالخطأ، عليه التوجه للهيئة وإخبارها بالعمل الذي قام به، والخطأ الذي اقترفه، بالتالي، وحسب نص القانون يعفى من العقوبة.
وقال النتشه : جاءنا أحد الإخوة ممن تراجع عن عمله المشين هذا، وهو أخذ أموال بمئات آلاف الشواقل من خزينة البريد، وقدمها للهيئة، وأحضر أهله وأصدقاءه، ودفع جزءا من المبلغ، فيما دفع أهله الجزء المتبقي، وتمت تغطية المبلغ المتهم فيه بالكامل.
واشارت الوزيرة ناصر الدين الى ان قضية الاختلاس بدأت تتشكف خيوطها للوزارة منذ حوالي الشهر