آخر الأخبار

هل كشف مورينيو فساد "فيفا" بصورة ذكية؟

هل كشف مورينيو فساد "فيفا" بصورة ذكية؟

عندما قرر المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو مقاطعة حفلة جوائز «الكرة الذهبية» التي ينظمها الاتحاد الدولي لكرة القدم بالمشاركة مع مجلة «فرانس فوتبول» المختصة، التي أقيمت في زيوريخ في كانون الثاني الماضي، فإنه كان متيقناً أن لعبة غير نزيهة يعد لها «فيفا»، متلاعباً بنتائج التصويت، لذا آثر الابتعاد.
عذر مورينيو الرسمي لعدم الحضور كان انشغاله بالتحضير لمباراة فريقه ريال مدريد، وأن لا وقت لديه للحفلات، وطبعاً جائزة أفضل مدرب ذهبت إلى مدرب منتخب إسبانيا فيسينتي دل بوسكي بحصوله على 34.51 في المئة من الأصوات، تلاه مورينيو (20.49 في المئة)، وبعده مدرب برشلونة السابق بيب غوارديولا (12.91 في المئة)، فهل فعلاً كان مورينيو متيقناً من وجود التلاعب؟
الفساد بات يحوم فوق المنظمة الأقوى في عالم كرة القدم، هذا الشك ليس وليد اليوم، بل على مدى الأعوام الماضية، لكن إثبات أي تورط لجوزيف بلاتر وموظفيه ظل عصياً على المتابعين والنقاد، وكلما طفت فضيحة إلى السطح سارع رجال بلاتر إلى تغطيتها وطمرها تحت التراب، لكن هذه المرة اختار مورينيو الوقت المناسب للتصريح واتهام «فيفا» بالفساد والتلاعب، عندما اعتبر أن نتائج التصويت تم التلاعب بها، لأن هناك من صوّت له وأكد له ذلك، وذهب صوته إلى غيره.
وربما كان تصريح مورينيو الناري الذي أطلقه الأسبوع الماضي، سيذهب أدراج الرياح وينسى، باعتبارها كلمات خرجت من رجل متعجرف ومتكبر، لكن دخول قائد منتخب مقدونيا غوران بانديف على الخط أفسد أمنيات «فيفا». إذ أكد بانديف أن توقيعه على الورقة الرسمية للتصويت المتعلقة بمنتخب بلاده، الذي سيختار خلالها المدرب والقائد، ثلاثة مدربين وثلاثة لاعبين، أنه زوّر وشطبت خياراته التي كان بينها مورينيو خياراً أول، ووضع مكانه دل بوسكي ومدرب مانشستر سيتي روبرتو مانشيني ومدرب بوروسيا دورتموند يورغن كلوب، علماً بأن بانديف أخبر مدربه السابق في إنتر ميلان مورينيو بأنه صوّت له، وقال بانديف: «لا أريد قول الكثير، لكن أؤكد أن الفاكس الذي حوى اختياراتنا لا يحمل توقيعي على رغم أنه يحمل اسمي... مورينيو كان خياري الأول لأنني أعتبره الأفضل في العالم، لكن في النهاية أعداد الأصوات لم تكن دقيقة ولا مقنعة، وهناك أشياء غريبة تحدث في فيفا».
وأضاف بانديف: «بحسب الأوراق الرسمية لدى فيفا فأنا اخترت التصويت لدل بوسكي، لكن في الواقع اخترت مورينيو، حتى إنني اتصلت به مباشرة عقب تصويتي وأخبرته بأنني صوّت له، لكن ماذا حدث بعد إرسال الفاكس؟ لا أعلم». ونفى «فيفا» وجود أي تلاعبات في عمليات التصويت، وقال في تصريح رسمي: «اللائحة الموجودة على موقع فيفا دقيقة وصحيحة... نحن نملك الاستمارة الموقّعة من مدرب المنتخب المقدوني ومن قائد المنتخب، ومختومة بشعار الاتحاد الكروي، وأيضاً موقّعة من السكرتير العام للاتحاد المقدوني، والتصويت الذي أعلنا عنه يتماشى مع ما هو موجود في الاستمارة».
هناك ثلاثة احتمالات لسيناريو ماذا حدث، الأول أن بانديف يكذب، وأن التوقيع على الاستمارة في الواقع هو توقيعه، أو الاحتمال الثاني أن الاتحاد المقدوني هو الذي تلاعب بالاختيارات وزوّر توقيع قائد المنتخب وأرسل بعدها الفاكس، والاحتمال الثالث أن «فيفا» فعلاً تلاعب بالنتائج وزوّر التوقيع. أياً كان السيناريو الصحيح، فالأكيد أن مورينيو نجح بصورة ذكية في فتح باب الشكوك مجدداً حول نزاهة «فيفا»، فكيف ستنتهي هذه المعضلة؟
"الحياة"

go top