آخر الأخبار

خبراء: الفساد والقهر مسئولان عن غياب مفهوم المواطنة

خبراء: الفساد والقهر مسئولان عن غياب مفهوم المواطنة
حمل خبراء ومهتمون بالشأن العام فساد النظام التعليمي واستمرار حالة الفساد والكبت السياسي مسئولية غياب مفهوم المواطنة، مؤكدين أن غياب الوعي بأهمية المواطنة المصرية يدفع بالوضع المصري إلى المزيد من التأزم. وأكد الدكتور عمار علي حسن، رئيس قسم الأبحاث بوكالة أنباء الشرق الأوسط، لـ(الشروق): إنه ليس مندهشا من نتيجة الدراسة التي كشف عنها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، حيث قال: "النخبة المصرية تعاني ضعفا في الوعي بمفهوم المواطنة وتخلط بينه وبين مفاهيم أخرى، حيث إنها تأثرت على مدار عقود بعوامل سلفية في التكوين الفكري، إلى جانب ضعف مستوى التعليم بشكل عام؛ مما شكل نخبة مشوهة، إلا أنها كونت عقلا نقديا كافيا". وأشار إلى أن هناك شعورا عاما لدى المجتمع المصري، وخاصة لدى الفئات المتعلمة، بأن حقوق المواطنة منقوصة، وأن المصريين ليسوا مواطنين، بل رعايا للنظام، مضيفا أنه في ظل الاستبداد السياسي والفساد الاقتصادي وتراجع الخدمات العامة وسيطرة السلفية الدينية الإسلامية والمسيحية على السواء، لا يمكن أن تشعر النخبة ذات الوعي الأكثر تقدما أنها مواطن طبيعي في بلده له من الحقوق مثل ما عليه من واجبات. وأضاف أن المواطنة ممارسات وليست أقوالا، فالدستور المصري وبرامج الحزب الوطني حافل بالحقوق العامة، ولكنها في الواقع تُنتهك على مرأى ومسمع من الجميع، وأن الحزب الوطني تحدث في عام 2002 عن وثيقة المواطنة التي تمتلئ بالحقوق الهامة على المستوى النظري فقط دون تحرك يذكر على الأرض. وأكد د. عمار أن رفع الوعي بالمواطنة يحتاج إلى دولة عادلة، تمثل العدل السياسي في الديمقراطية والعدل الاجتماعي وسياسات تصالح الجمهور العام، وليس فئة ما بعينها، وإنهاء حالة الطوارئ وتخفيف درجة التواجد الأمني، وأن يكون جهاز الشرطة في خدمة الشعب، وليس العكس. ومن جهته اعتبر د. علي أبو ليلة، أستاذ الاجتماع السياسي بجامعة عين شمس، أن "نتائج هذه الدراسة صحيحة ومنطقية جدا، ولذلك فأنا أتفق معها بشدة"، مشيرا إلى أنه إذا تم تحليل طبقة النخبة في مصر سنجدها تنقسم إلي نوعين، الأول: مع النظام الحاكم، وهي تستغل المجتمع بشكل أساسي لتحقيق مصالحها في شكل وظائف وخدمات، مثل أعضاء لجنة السياسات بالحزب الوطني، فالوطن عندهم ليس مهما، لكن مصالحهم أهم، مما يؤدي إلى ضعف إحساسهم بالمواطنة". والنوع الثاني: هي نخب مصرية ضد النظام، وتشمل مفكرين ومثقفين يعانون من قلة الفرص والخدمات المتاحة بالنسبة إلى النوع الأول؛ الأمر الذي يتسبب في ضعف المواطنة أيضا. ويؤكد د. أبو ليلة أن سلبيات ضعف الوعي بالمواطنة لدى النخب المصرية يحتوي على عدد من السلبيات على المجتمع، منها أنها لا تشعر بأن مصر وطنها، وبالتالي فإنها لن تبذل جهدها للارتقاء بأوضاع الوطن السيئة، أو حتى المشاركة في الانتخابات، "فهي فئة منسحبة من الوطن تأكل من جسده، لكن لا تعطيه". وكانت دراسة حديثة صادرة عن المجلس القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية، أشرف عليها المستشار طارق البشري، أكدت أن النخبة المصرية تعاني ضعفا في الوعي بمفهوم المواطنة، وتخلط بينه وبين مفاهيم أخرى، وأن نسبة ٦٥.٩% من النخبة يرون أن أهم الحقوق التي يمارسها المصريون هي حرية التعبير، يلي ذلك حق الترشيح في الانتخابات بنسبة ٤٤%. وجاءت نسبة الموافقة علي أن المصريين يتمتعون بحق تكوين الأحزاب السياسية متدنية بواقع ٢٥.٩%، وكشفت النتائج عن أن الرأي الغالب لدى النخبة هو أن اهتمام المصريين بالمواطنة متوسط القوة، فيما اعتبرت نسبة ٤٠% من العينة أن زيادة حرية التعبير في وسائل الإعلام هي أهم أسباب اهتمام المصريين بالمواطنة _____________________________________ * المصدر: الشروق - أسماء السعداوي
go top