بعد تجربة ناجحة في رفع وعي الأجيال الشابة في مواضيع مكافحة الفساد، حينما طرحت أمان المساق الجامعي التجريبي بعنوان "النزاهة والشفافية والمساءلة في مواجهة الفساد" والذي تم اعتماده للتدريس في جامعة بيرزيت منذ بداية عام 2007 حتى الآن، وفي عام 2009، قامت الجامعة الإسلامية في غزة أيضاً بتبني المساق في خطتها الأكاديمية 2009-2010، ولتعميم هذه التجربة على باقي الجامعات وعدم اقتصارها على جامعتين توجهت أمان للجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة بالدعوة لتببني المساق المذكور آنفا في خططها الأكاديمية المقبلة وتحفيزها على المشاركة بفعالية في الجهود الوطنية لمكافحة الفساد. وذلك إيماننا بأهمية الدور الذي يلعبه التعليم في إذكاء الوعي وبناء ثقافة مجتمعية مناهضة للفساد.
أكدت التقييمات التي أجرتها كل من جامعة بيرزيت ومؤسسة أمان لهذا المساق اقبال واسع النطاق وردود فعل إيجابية لدى الطلبة الجامعيين للالتحاق به، حيث ارتفع عدد الطلاب المسجلين للمساق بنسبة 12% منذ عام 2007. وما يعزز هذا التوجه الواعي لدى الطلبة لمكافحة الفساد بشكل فعلي هو توجهم على أن تتناول رسائل التخرج موضوع من مواضيع الفساد في المجتمع الفلسطيني وكيفية التصدي له معتبرين مؤسسة أمان بيت الخبرة في هذا المجال حيث أشرفت أمان على بضع أبحاث ومشاريع التخرج ورسائل ماجستير.
مؤخرا تم اعتماد هذا المساق بشكل رسمي في ثلاث جامعات وهي: الجامعة العربية الأمريكية في جنين وجامعة الخليل وجامعة القدس، أما جامعة الأزهر وجامعة الأقصى بغزة فقد وافقت مبدئيا، حيث سيتم طرحه والبدء بتدريسه مع بداية الفصل القادم 2010-2011.
يهدف هذا المساق لشرح الإطار المفاهيمي المتعلق بالفساد للأفواج الشابة الفلسطينية وتقديم صورة شاملة لواقع الفساد ومظاهره وأسبابه وآثاره على المجتمع الفلسطيني وكذلك تحليل المنظومة التشريعية والسياساتية والمؤسساتية ذات العلاقة، كما يعنى بوسائل التصدي له من خلال تعزيز منظومة الشفافية والمساءلة والنزاهة، وذلك إدراكا من أمان بأن النظام التعليمي الفلسطيني قادر على مواجهة الفساد من خلال بناء ثقافة عامة مناهضة للفساد.
ونسعى من خلال هذا المساق إلى رفع وعي الأجيال الشابة باعتبارهم قادة المستقبل وتحفيز شعورهم بالإنتماء الوطني وتوعيتهم بمخاطر الفساد وتسليحهم بقيم النزاهة ومبادئ الشفافية ونظم المساءلة. والتأكيد على أن مستقبل الدولة الفلسطينية يجب أن يكون مبنياً على حكم القانون و نظام قضائي مستقل و حكم صالح.
وبمعنى آخر فإن من شأن هذا المساق أن يعمل على تحفيز الشباب للمشاركة بشكل فعال في النشاطات الوقائية والتصحيحية ضد الفساد لخلق مستقبل واعد لهم، مستقبل يخلو من الفساد ومليء بالأمل.
ويذكر انه تم تمويل تطوير المساق وتعميمه على باقي الجامعات من قبل مؤسسة الصندوق الوطني للديمقراطية NED.
