بجانب إضاءات أكتوبر الوردية للتوعية بمكافحة مرض السرطان، ومن منطلق دور الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة- أمان في فحص النزاهة في تقديم الخدمات لكافة المواطنين بنزاهة وعدالة وشفافية، أضاف الائتلاف اضاءة خضراء تهدف لفحص نزاهة وشفافية هيئة الشؤون المدنية في التنسيق لتصاريح مرضى السرطان للعلاج في الداخل، وذلك من خلال عقد جلسة استماع لمسؤولي الشؤون المدنية في غزة، وبحضور عدد من مرضى السرطان المرفوضين أمنياً، والذين شاهدوا شبهات للواسطة والمحاباة في التنسيق لعدد محدود من الحالات مع اهمال المتابعة على أكثر من 300 طلب مقدم للتنسيق للعلاج بمستشفيات الداخل خلال عام 2016.
رئيس لجنة الشؤون المدنية في غزة السيد نبيل النحال استهل حديثه باستعراض آلية عمل الهيئة في تقديم خدماتها للجمهور موضحاً أنها تقدم خدماتها لكافة المواطنين بشفافية وتعلن إجراءاتها بشكل مستمر للمواطنين، مؤكدا على جاهزية موظفي الهيئة لاستقبال المواطنين والاستجابة عن استفساراتهم بشكل مباشر أو من خلال استقبال شكاوى والرد عليها مع الإشارة إلى فعالية نظام الشكاوى في الهيئة.
وفيما يتعلق بالتنسيق لمرضى السرطان أشار النحال إلى ان التنسيق يتم من خلال لجنة مشتركة بين الهيئة ووزارة الصحة يترأسها السيد رفعت محسين، وأن الهيئة تتبع كافة الإجراءات الخاصة بمتابعة طلبات التنسيق في إطار مهامها ويخرج عن ارادتها التدخل لدى الجانب الإسرائيلي لبعض الحالات المرفوضة أمنياً بسبب رفض الأخير الرد على استفسارات الهيئة حول أسباب الرفض أو عدم الرد على بعض الطلبات المقدمة.
من جانب آخر أقر النحال بوجود بعض الإشكاليات والاخفاقات السلبية التي تؤثر على أداء الهيئة وعلاقتها بالمواطنين، ذاكراً أن جميع المؤسسات العامة ذات الاختصاص تتحمل المسؤولية وأنه لا يوجد مؤسسة عامة تتمتع بمنظومة قوية ذات مناعة عالية ضد أي خلل أو ذات قدرات وامكانيات تمنحها القدرة على التصرف في حل كل المشاكل المرتبطة بالخدمات التي تقدمها.
ومن جهته ذكر مدير العلاقات العامة والتنسيق مع المجتمع المدني في الشؤون المدنية السيد محمد المقادمة أن حجم الإشكاليات والتحديات التي يواجهها مرضى السرطان كبيرة ومتربطة بالدرجة الأولى بمهام عمل لجنة الصحة التي يترأسها السيد رفعت محيسن، وأن دور الشؤون المدنية يتركز في تنفيذ المهام المناطة بها فقط دون التدخل بالتفاوض على بعض الطلبات المفروضة أمنياً، مرجعا ذلك إلى أن عمل الشؤون المدنية لا يتسم بالصداقة مع الجانب الإسرائيلي رغم بذلها جهودا عالية من أجل التنسيق لكافة المرضى الذين يستحقون العلاج خارج مستشفيات قطاع غزة. وذكر المقادمة أنه في السنوات السابقة كان يتم قبول 125 – 136 طلب تصريح شهريا معتبرا ان هذا المعدل لا يلبي حاجة المرضى في غزة، فضلا عن التراجع الدائم في التعاطي والقبول الإسرائيلي للطلبات حيث يتم الآن قبول فقط 40% من الطلبات المقدمة.
في مداخلة لها استعرضت مديرة برنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان إيمان شنن أعلى وأدنى نسب استصدار تصاريح لطلبات مرضى السرطان خلال سبع سنوات، ذاكرة أنه تم قبول 60.3% من طلبات التصاريح من أصل 2394 طلب وهي أقل نسبة قبول منذ عام 2009، وأنه تم رفض 186 مريض 7.8% منهم 5 أطفال و16 مُسنا بينما لم يتلق 764 مريضا الرد على طلباتهم من بينهم 199 طفلا و88 مسنا.
وأشارت شنن إلى أن نسبة قبول طلبات تصاريح المرافقين وصلت 51.2%، وتم رفض 8.6% منهم وما زال 40.2% منهم قيد الانتظار، علاوة على الاستجوابات الأمنية التي يتم اخطاع المرضى لها، حيث تم استدعاء 24 مريضا من بينهم 4 نساء لإجراء مقابلات أمنية مع المخابرات المصرية، وخرجت مقابلاتهم بإصدار تصاريح لأربعة حالات فقط في شهر أغسطس الماضي.
وأكدت شنن في حديثها أن عددا من مرضى السرطان المرفوضين أمنياً استطاعوا الحصول على تصاريح من خلال واسطة، وأن معظم الحالات المرفوضة أمنياً تتلقى اتصالات غير موثوقة عبر أرقام فلسطينية، يتم خلالها ابتزاز المريض لدفع رشوة مقابل الحصول على تصريح دخول، كما أن المرضى يشتكون بشكل مستمر من معاملة موظفي الشؤون المدنية غير اللائقة.
وفي ختام الجلسة وبعد استعراض عدد من مرضى السرطان لمشاكلهم ومعاناتهم في انتظار التنسيق لعلاجهم، أوضح ممثلو الشؤون المدنية بأن هناك صعوبات كبيرة تواجهها تستدعي التنسيق مع كافة الأطراف لتوحيد الجهود وتكثيفها بغرض إنهاء أزمة منع مرضى السرطان من السفر لتلقي العلاج. وفي إطار ذلك أبدى ائتلاف استعداده للتعاون مع الهيئة العامة للشئون المدنية في تفعيل دور وحدة الشكاوى وذلك من خلال استقبال شكاوى المواطنين على الرقم المجاني التابع للائتلاف 1800180180 والعمل على معالجة الشكاوى بالتواصل مع وحدة الشكاوى في الهيئة العامة للشؤون المدنية.
واختتمت أعمال الجلسة بتوصية تقضي بتشكيل لجنة مصغرة من الهيئة ووزارة الصحة وبرنامج العون والأمل لرعاية مرضى السرطان تختص بمتابعة ودراسة إمكانية حل الإشكاليات التي تعيق تنقل المواطنين المرضى بالسرطان.
