أخبار 2015

إعلاميو غزة يطالبون بدليل إعلامي يكون مرجعهم لمكافحة الفساد

إعلاميو غزة يطالبون بدليل إعلامي يكون مرجعهم لمكافحة الفساد

بات يقينًا لدى الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة –أمان أن رؤيته بوجود مجتمع فلسطيني خالٍ من الفساد؛ لا يتحقق إلا بزيادة مساهمة الإعلام والمواطن ومؤسسات المجتمعات المدني، لذا وجّهت جهودها لتعزيز قيّم النزاهة والشفافية لدى هؤلاء، مع التركيز على تفعيل وتدّعيم الدور الإعلامي باعتباره سلطة رابعة.

وبحسب "أمان" فإن الصحافة الاستقصائية هي أهم الوسائل للكشف عن الفساد، مما دفعها لتكثيف جهودها في تدريب الصحفيين على هذا النمط من أشكال الصحافة، وكان ذلك من خلال تدريب "التحقيقات الاستقصائية المصوّرة في مكافحة الفساد"، والذي تم عقّده بالتعاون مع نقابة الصحفيين في غزة، على يد المدرب تامر المسحال مراسل قناة الجزيرة.

وتناول التدريب الذي استمر ليوميين متتاليين وانتهى أمس الثلاثاء 21 ابريل، تعزيز قدرات ومهارات الصحفي اللازمة لإنتاج القصة الاستقصائية، بالاستناد إلى المرتكزات الأساسية المهنية، وعرض نماذج لتحقيقات سابقة منشورة بهدف نقدها وتقديم مقترحات فنية ومهنية لتطويرها.

المدرب تامر المسحال أوضح أن التدريب اعتمد القانون وأخلاقيات المهنة أساسًا له، ليتميز الصحافي المتقصي عن المخبرين ورجال الأمن، وعن أهمية موضوع التدريب قال "من المهم تقوية مهاراتنا وتجاربنا العملية لأن هنالك الكثير من القضايا لا تعالج إلا بالتحقيق الاستقصائي، شريطة أن يكون العمل على قاعدة مهنية تتمتع أيضًا بالحقوق والحريات في الحصول على المعلومات".

من جانبه نوه بكر التركماني المستشار القانوني لـ "أمان" أن ندرة التحقيقات الاستقصائية المصوّرة كانت وراء تنظيم هذا التدريب والعمل قدر الإمكان على إنجاحه، مبينًا أنهم عمدوا إلى التعاون مع نقابة الصحفيين باعتبارها جسم نقابي له دوره في تعزيز الاستقصاء للكشف عن قضايا الفساد ودفع المسؤولين للوقوف على مسؤولياتهم.

"عمدنا أيضًا إلى تعزيز دور الإعلام الاجتماعي للحجم التأثيري الكبير الذي يتمتع به، إلا أنه ومن الملاحظ غياب القانون في الحق للوصول إلى المعلومات، وغيابه أيضًا عن حماية المبلغين عن قضايا الفساد" قال التركماني، وأضاف "نحتاج للضغط على صنّاع القرار بضرورة وجود حماية قانونية للمبلغين وللباحثين أيضًا عن المعلومات".

إلى جانب الضغط على صنّاع القرار لسن قوانين الحماية، ستعمل "أمان" و بحسب التركماني على إيجاد دليل خاص بالتحقيقات الاستقصائية وآخر يختص بالإعلام ودوره في مكافحة الفساد، وتعتبر هذه الجهود إحدى أهم مخرجات تدريبات "أمان" مؤخرًا، حيث نفذت في 18 من ابريل تدريب حول "دور وسائل الإعلام الاجتماعي في مكافحة الفساد" في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة بالتعاون مع مؤسسة بداية.

فيما تناول التدريب الأخلاقيات الصحفية لاستخدام الإعلام الاجتماعي، بالإضافة إلى تعميق وعي المشاركين حول حق الوصول للمعلومات، وتزويدهم بمفاهيم الحكم الصالح، في ذات السياق تم تدريبهم على استخدام هذه الوسائل في التحرك المجتمعي وتوظيفه للكشف عن الفساد، وغيرها الكثير من الخبرات والمهارات، وكان ذلك بإشراف المدربين المختصين في الإعلام الاجتماعي خالد صافي ومحمد أبو القمبز، واللذان حصلا مؤخرًا على شهادة أفضل مدرب إعلامي في الشرق الأوسط.

وائل بعلوشة مدير مكتب الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة _أمان بغزة، بين أن تعزيز وتجهيز الإعلاميين للقيام بدورهم في الرقابة على جودة الحكم في فلسطين هي إحدى الأهداف الإستراتيجية للائتلاف، ويأتي ذلك تبعًا للضعف الذي يلاحظ على الأداء الرقابي للإعلام.

وقال بعلوشة "تدريبات أمان جزء هام منها يتناول البنية القانونية للعمل الصحفي لتمكينهم، لكننا نسلّم أنه ورغم جهودنا التحفيزية تجاههم إلا أننا نسعى لأن تكون مبادرة مكافحة الفساد هي مبادرة خالصة نابعة من ذاتهم ورغبتهم أيضًا في مكافحة الفساد".

go top