أخبار 2014

رسالة مفتوحة إلى قادة مجموعة ألـ 20

رسالة مفتوحة إلى قادة مجموعة ألـ 20

 

 

 

 

 

 

 

 

عندما يسمح النظام المالي العالمي بتدفق مليارات الدولارات من الأموال الفاسدة أو المسروقة حول العالم دون أية رقابة أو رادع، فهذا يعني أن ثمة خطأ ما. وعندما تسمح السرية المالية بتجريد إفريقيا من مبلغ قدره 50 مليار دولار أمريكي كل عام، فهذا يعني أن ثمة خطأ ما. وعندما يرى فقراء هذا العالم ثروات بلادهم تنزلق خارج حدود تلك البلدان، فإنه لا بد من اتخاذ إجراء ما.
هذه هي رسالتنا إليكم، كقادة لمجموعة الـ 20: عندما تعملون في تشرين أول/ نوفمبر على تنفيذ تقييم يتناول صحة النظام المالي العالمي، فإنه ينبغي عليكم العمل على معالجة العيوب التي لا تزال تسمح للفاسدين بالإفلات من المحاسبة واستنزاف الأموال الفاسدة. وفي خضم مساعيكم الرامية إلى تحقيق نمو جماعي بنسبة تفوق اتجاه الناتج المحلي الإجمالي بمقدار 2%، فإنه ينبغي عليكم ألا تغفلوا عن وجوب اتسام هذا النمو بالشمولية والاستدامة مع التأكد من عدم تخلف أي دولة عن تحقيق هذه النسبة. كما ينبغي عليكم وضع الشعوب في مركز عملية صنع القرار الخاصة بكم في قمة بريسبان.

وطالما كانت هناك أماكن في النظام المالي العالمي تتيح للتدفقات المالية غير المشروعة العثور على ملاذ آمن وطالما كان هناك أشخاص يساعدون في إخفاء هذه الأموال فسيظل هناك الملايين ممن يعانون حول العالم. وينبغي عليكم، كقادة لأكبر اقتصادات العالم، تسخير النظام المالي العالمي لخدمة مواطني تلك البلدان.

ويتم كل عام سحب مبالغ تقدر بترليون دولار أمريكي على الأقل من البلدان النامية. ونادراً ما يتم العثور على مرتكبي "فضيحة الترليون دولار" هذه أو محاسبتهم. وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن المعدلات العالمية للكشف عن الأموال غير المشروعة عن طريق إنفاذ القانون هي معدلات متدنية تصل إلى ما نسبته 1 بالمائة فقط. ومع ذلك، ثمة طرق قائمة على المنطق السليم يكون من شأن اتباعها جعل مسألة إخفاء العائدات التي يجنيها المجرمون نتيجة لجرائهم تلك أمراً أكثر صعوبة. وبذا، تكونون قد قمتم بإجراء ما على مسار رفع جزء من هذا العبء الثقيل.
لقد أعلنت مجموعة ألـ 20 بأن تسليط الضوء على ملكية الشركات هو أمر ذو أولوية. واليوم، تمثل الشركات مجهولة الهوية، والصلاحيات السرية وهياكل الملكية المبهمة للشركات الوسائل الرئيسية التي يلجأ الفاسدون إلى توظيفها أو أنهم يلجأون إلى التهرب من الضرائب بغية تحويل أموالهم أو إخفاء هويتهم. وينبغي على حكومات دول مجموعة أل 20 العمل على جمع ونشر كل ما يتعلق بهوية الأشخاص الحقيقيين ممن تعود ملكية الشركات في نهاية المطاف إليهم وممن تكون تلك الشركات وغيرها من الكيانات القانونية الأخرى خاضعة لسيطرتهم وذلك بغية تسهيل عملية تتبع منشأ الأموال الفاسدة أو غير المشروعة. كما يمكنكم، كقادة لمجموعة ألـ 20، اتخاذ خطوة جريئة للكشف عن الفاسدين عن طريق التعهد بتحقيق ذلك في قمة بريسبان.

لقد اتفق أطراف مجموعة أل 20 على ضرورة إخضاع الأرباح للضرائب "في كافة الحالات التي يتم فيها تنفيذ أنشطة اقتصادية وخلق قيمة" وذلك للتأكد من أنه لا يجري حرمان البلدان، ولا سيما النامية منها، من ثرواتها المتأتية من مواردها وارتشاء شعوبها. ومن الضروري للغاية أن تتسم الشركات متعددة الجنسيات بقدر أكبر من الشفافية حيال عملياتها. كما ينبغي عليها العمل على نشر المعلومات المتعلقة بأرباحها، وإيراداتها وأعداد موظفيها بالإضافية إلى الإفصاح عن التزاماتها الضريبية وعن المبالغ الضريبية المسددة على أساس كل بلد على حدة. وينبغي إتاحة هذه المعلومات للمواطنين لتمكينهم من لمس أثر هذه الشركات في مجتمعاتهم ولتسهيل عمليات التدقيق في الحالات التي يتم فيها تحقيق المكاسب المالية وأيضاً في الحالات التي يتم فيها فقدان الأموال.

ويخدم الغموض في النظام المالي العالمي بمثابة ستار لإخفاء الجريمة والفساد، إلا أن مجموعة ألـ 20 تمتلك فرصة تسليط الضوء على هذه القضيةلجعل مسألة إخفاء الأموال أمراً أكثر صعوبة. ولئلا ننسى: فإن الضحايا الرئيسيين للجريمة المنظمة، والفساد والتهرب الضريبي أو تجنب دفع الضرائب هم من المواطنين الأكثر فقراً حول العالم. ولذا، ندعوكم بوضع الشعوب في صميم قراراتكم التي ستتوصلون إليها في قمة بريسبان المنوي عقدها الأسبوع القادم.

وتفضلوا بقبول فائق الاحترام،


1. رايموند دبليو. بايكر، رئيسالنزاهة المالية العالمية
2. ويني بيانييما، المدير التنفيذي لمنظمة أوكسفام الدولية
3. جون كريستنسن، مدير شبكة العدالة الضريبية
4. القس، تيم كوستيلو، المدير التنفيذي، منظمة الرؤيا العالمية في أستراليا ورئيس اللجنة التوجيهيةلمنظمة ال سي 20
5. جيمي ردوموند، المؤسس المشارك، الحملة الواحدة
6. جويل إدواردز، المدير العالمي، حملة ميخا تشالنج
7. معالي الأستاذ غاريث إيفانز AC QC، المستشار لدى الجامعة الوطنية الأسترالية
8. ماثيو فروست، الرئيس التنفيذي، تيرفند
9. جون غيثونغو، المدير التنفيذي لشركة لنوكا كينيا نيسي المحدودة، والأمين العام الدائم السابق، الحوكمة والأخلاقيات، مكبت رئيس كينيا
10. روبرت غلاسر، الأمين العام لمنظمة كير الدولية
11. ريتشارد غولدستون، قاض متقاعد في المحكمة الدستورية لجنوب إفريقيا
12. منصور حسن، رئيس تحالف اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد
13. غافين هايمان، المدير التنفيذي لمنظمة غلوبال ويتنس
14. توكل كرمان، ناشطة حقوقية حائزة على جائزة نوبل للسلام للعام 2011 ومؤسسة منظمة صحفيات بلا قيود
15. دانيال كوفمان، رئيس معهد حوكمة الموارد الطبيعية
16. كارولين كيندي روب، المدير التنفيذي للجنة تقدم إفريقيا
17. أكاش ماهاراج، المدير التنفيذي للمنظمة العالمية للبرلمانيين ضد الفساد
18. لوريتا مينغيلا، المدير التنفيذي لمنظمة المعونة المسيحية
19. آلفن موسيوما، رئيس ائتلاف الشفافية المالية
20. الأسقف نيونغو ندونغاين، رئيس ومؤسس المرصد الإفريقي
21. سليل شيتي، الأمين العام، منظمة العفو الدولية
22. أوريانا سواريز، شبكة أمريكا اللاتينية المعنية بالديون والتنمية والحقوق
23. كوبس دي سوارت، المدير التنفيذي لمنظمة الشفافية الدولية
24. الأسقف ديسموند توتو، حائز على جائزة نوبل للسلام للعام 1984 ورئيس الأساقفة السابق في كايب تاون
25. جاسمين ويتبريد، المدير التنفيذي لمنظمة إنقاذ الطفولة

go top