أخبار 2015

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة..أمان تكرم الناشطات ضد الفساد

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة..أمان تكرم الناشطات ضد الفساد

بمناسبة اليوم العالمي للمرأة وتكريما للمرأة الفلسطينية على جهودها في مكافحة الفساد، أجرت امان مقابلة مع إحدى النساء التي حصلت على جائزة النزاهة للإعلام للعام 2014 الصحفية ميرفت ابو عوف.

إطلعوا على المقابلة التالية  :

كيف تحددين او تصيغين التحديات التي تواجه المراة الفلسطينية ( في غزة) خصوصا تلك المرتبطة باستغلال الرجال لمناصبهم؟

تحاصر المرأة في مهن معينة تقليدية كتدريس والعمل المكتبي، بينما يتولي الرجل المناصب القيادية لأن أصحاب القرار لا يثقون في المرأة.
تعاني المرأة  من تدني الأجور، في القطاع الخاص حدث ولا حرج عن نظام عمل استعباد تقضي فيه المرأة عمرها لأنها لا تجد فرصة عمل أخرى في القطاع الحكومي أو الأهلي.
عندما يجد صاحب العمل رجل يعطيه أكثر من المرأة يستغني عنها بسهولة  المهم أن يكون البديل يعمل بأجر أقل أو جهد أكثر.
تعاني المرأة من التهديد بالاستغناء عنها رغم تدني أجرها لأن هناك محدودية في الانشطة والمهن التي تنافس عليها المرأة.

 

هل تواجه المرأة ظلماً في غزة أكثر من الرجل؟

ما يخص النساء بغزة من ظلم و اضطهاد ناجم عن كونها تعيش في مجتمع ذكوري تقيده لحد ما عادات وتقاليد اجتماعية، تعاني المرأة دون الرجل في المجتمع الفلسطيني خاصة إذا أردت الالتحاق بالجامعة؛ففي الجامعة يفرضون عليها التخصص الذي يأتي لها بالوظيفة التقليدية التي لا تتيح تأخر عن المنزل مثلاً، وإذا كان أمام أسرتها خيار واحد لتدريس  فرد واحد بسبب الظروف الاقتصادي، فالأولوية للذكر حتى لو كانت الفتاة هي الأجدر بهذه الفرصة، شهدت حالات تم إيقاف الفتاة فيها عن الدراسة لصالح تدريس أخيها الفاشل، وإذا كانت في الجامعة وفي المستوي الثالث مثلا وجاء خاطب مناسب يشترط عدم إكمال دراستها قد لا تتواني الأسرة عن تزوجيها والرضا بهذا الشرط.

تعاني داخل الأسرة، يريدها الرجل أن تعمل في الوظيفة وتعمل في البيت، ويعاقبها على اختيارها وإصرارها على العمل، يقول لها ما دمتي تتركي بيتي وأبنائي من أجل العمل فراتبك من حقي، وحتى إذا كانت فتاة غير متزوجة فهي محل طمع الكثير من خاطب وأهل، وكأنها تعمل من أجل أن تعطيهم فقط، قد يتزوج الرجل المرأة العاملة لسلبها ما ادخرته في سنوات ثم يطلقها، قد يغدر بها بعد تسدد معها ثمن الشقة ويتزوج غيرها.

في المحصلة الآن أكثر ما استطيع أن أؤكد عليه بشدة هو معاناة المرأة من الوضع الاقتصادي القاتل، زوجها يدخن ويتركها جائعة هي وأبنائها، يريدها أن تدبر أمرها من مال أهلها أو من مساعدة الجمعيات بالطرود الغذائية، يتركها وحدها تواجه متطلبات أبنائها، يدمن على الاترامادول كي يغيب عن هذا الواقع المرير  ويتركها دون أن يشاركها المسؤولية.

تعاني الأرملة والمطلقة وزوجة الشهيد كثير في غزة، تقتل ببطء بسبب ظروف لا دخل لها بها، يدفعها ذلك للقبول بفرص زواج غير مناسبة فقط من أجل أن تتخلص من القيل والقال.

ما هو موقفك من المنظمات النسوية التي تعمل باسم المرأة منذ عقود؟ هل تعتقدين أنها حققت مكاسب في حياة النساء الفلسطينيات؟

أراها تعمل وفق أجندة غير محددة وغير واضحة المعالم، كل برنامج تقوم عليه يخص هدف بعيد عن الآخر، يطوقها التمويل من الجهات الخارجية، لا أرى أنها حققت مكاسب أكثر من بحوث ودراسات تذكر واقع وقضايا تعاني منها المرأة، ألا تحتاج المرأة لمعالجة هذا الواقع الذي تخرج به تلك الدراسات، ألا تحتاج المرأة إلى مشاريع اقتصادية ثقافية سياسية تمكنها من تحقيق ذاتها في تلك المجالات.

منذ سنوات تقول لنا هذه المنظمات أن المرأة مهمشة، أنها فقيرة، أنها ذات أجر متدني، أنها لا تشارك قي الحياة السياسية، أدركنا ذلك؟ كفي لنا قولا، نريد فعلا ، نريد أن المرأة صاحبة مشاريع اقتصادية مميزة لا أن تربي الدجاج والماعز، ولا أن تطرز قطعة من القماش، هناك مبادرات للخريجات مذهلة نسمع عنها ولا نرى أحد من تلك المؤسسات تبناها وراعها.

أنا تحدثت للكثير من النساء المريضات اللواتي لا يجدن ثمن المواصلات عند الذهاب لمستشفيات الداخل المحتل، أين تلك المؤسسات من المرأة المريضة ؟!

تلك المؤسسات غير منفتحة على المجتمع، المجتمع الفلسطيني بطبعه محافظ متدين، وهذه الجمعيات لا تريد أن تخدمه بما يتوافق مع مبادئه وطبيعته ولا تريد الانخراط بواقعه، تريد لهذا المجتمع أن يأتيها راكع متغير وفق أجندتها الغربية المتحررة التي لا تتوافق مع الشرق، تركز على عيوبه و معاناته وتعايره بها لا أن تعمل على حل مشاكله.

كإمراة وصحفية في ذات الوقت هل تواجهين صعوبات في عملك؟ تمنعك من تحقيق اهدافك وتطلعاتك؟

في البداية  عانيت من عدم تفهم المجتمع لعمل الصحافية ومن الاستغلال فيما يتعلق بالعمل بأجر رمزي في المؤسسات الصحافية الخاصة، أو تحت بند التدريب والتطوع، مازلنا نعاني كصحافيات مستقلات من عدم وجود عقد يربطنا بالمؤسسة، حتى فرص التدريب والسفر خاصة بعض من تعتبرهم المؤسسة أبنائها أو أصحاب توجهها.

أفتحت مكتب صحفي خاص "أمل للإعلام" وقضيت بضعة سنوات في العمل به، ثم بسبب أحداث ثورات الربيع العربي اضطررت لإغلاقه لأنه كان يعتمد ماليًا على العمل مع مواقع عربية الكترونية خاصة بالمرأة والأسرة، قضت عامين دون أن أجد جهة تدعم استمراري ورفيقاتي مما دفعني في النهاية لإغلاقه.

اعتقد أن طبيعية شخصيتي القيادية لحد ما، وكوني حاصل على درجة الماجستير أمر لا تحبذه المؤسسات الصحفية التي تريد شخص محزب أو منعط

الآن كصحفية حرة أعاني من ذات الأمر، لا أحد يلجأ للاستعانة ل كالا لانقاذ من تحرير سيء لصحافيات مبتدئات أو الحاجة لعدد الفائض،
مؤسسة كنقاية الصحافيين، الصراع الحزبي السياسي بين الضفة وغزة مزقها، حتى  تكاد لا تذكر إلا بفشل لا تعمل شيء من أجل أنا لم أحظي بأي فرصة تدريب أو تأهيل من مثل تلك النقابة،

هل عانيت من الفساد؟ بشكل او بآخر ؟

الفساد موجود في كل مكان في غزة، بعد أن حصلت على درجة الماجستير 2012 عدت وقدمت في عدة مؤسسات، قدمت لوظيفة كإعلامية في مؤسسة حقوقية ولم احظي بالفرصة، رغم أنني استوفيت كافة الشروط قدمت ما يثبت أنني كتبت في وكالة الأناضول وموقع إسلام أون لاين، وجريدة الحياة والقدس، وشاركت في عدة مشاريع لها علاقة بتوثيق حقوق إنسان، ولدي خبرة، إلا أنه لم يتم اختياري وتم الاستعانة بخريجة جديدة تحت بند التدريب ثم تم الاستغناء عنها بعد بضعة شهور وأعيد الإعلان عن ذات الوظيفة!!!.

كثيرا ما انجزت أعمال صحفية وكتابية وإعلامية بناء على اتفاق شفوي وهو المتاح وتم تقليص المبلغ أو عدم دفع الدفعات الأخيرة، أذكر أنا قدمت لوظيفة غير دائمة في مؤسسة أهلية وتم اختيار فتاة آخرى للوظيفة، هذه الفتاة ام تكن خريجة ومن شروط الحصول على وظيفة التخرج، علمت لاحقا أن شقيقها صديق لمسؤول هذه المؤسسة التي تعني بالحريات والحقوق الصحافية !!!
في مرة أنجزت عمل صحفي لمؤسسة نسائية وعندما ذهبت للإمضاء على الشيك، قدم لي شيكان بأجرين مختلفين، لم أدرك الأمر إلا عندما سألت، مشكلة الفاسدين أنهم واعيين جدَا بحكم سنوات الاعتماد على التمويل الخارجي، نسمع عن الفساد ونلمسه لكن من الصعب إثباته، الآن نتوجه للصحافة الاستقصائية التي تعلمنا كيف نكشف هذا الفساد.
من المحزن أن أقول أن هذا الفساد يتبع الألم والمعاناة، يتبع الحصار والعدوان، يركض وراء أهالي الشهداء وأصحاب البيوت المهدمة، هؤلاء الذين تبدأ المؤسسات والحكومة بالاستغاثة من أجلهم، لا يحصلون على حقهم ولا يأخذون ما جاء على أسمائهم.

ماذا شكلت لك الجائزة التي تلقيتيها من أمان؟

شكلت لي الشيء المهم جدًا في حياتي، فأنا بسبب عدم انتماء لأي حزب فلسطيني حرمت من الكثير من الجوائز التي كانت وما زالت تخص أصحاب توجه المؤسسة التي تقوم بالإعلان عن جوائز، لا أحد هنا يقتنع بمن يعمل من أجل الجميع، يريدون فقط من يعمل من أجل هذا الحزب أو ذلك،  تلك الحزبية  تحرم المستقلين حتى مجرد تكريم عادي.

هذه الجائزة الثانية التي أحصل عليها من الضفة الغربية، حصلت على جائزة الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق المواطن، في مسابقة حق الطفل بالحماية لعام 2006، عن موضوع "إشراك الطفل الفلسطيني في النزاعات المسلحة.. الكبار يستثمرون أحلام البطولة"ـ يبدو أني شخص غير مرغوب به في غزة  .

فرحت كثيرا بهذا الجائزة لأني شعرت أن هناك كيان فلسطيني كأمان يعطي لمن يستحق لا لمن ينتمي.

هل معاناة النساء في الحرب وما بعده نفس معاناة الرجال ؟ هل يقوم الاشخاص اللذين يديرون الشان العام بالاهتمام بمعاناة النساء والتخفيف عن النساء واطفالهن؟

بالطبع لا، المرأة توجعت أكثر، تحمل كل شيء، أنا رأيت النساء في أماكن اللجوء يجلس في غرفة مكتظة بالنازحين، عليهن البقاء في هذا المكان أن يطبخن وينظفن ويريعن أبنائهم بينما الأزواج في الخارج يدخنون لتنفيس عن أحوالهم، وإذا ضرب الرجل المرأة فهو مضغوط ومخنوق وعليها التحمل، هناك نساء وفتيات أصبن في العدوان وتخلي عنهم الأزواج بسبب اصابتهن، هناك جدات حرمن من أحفادهم بعد أن استشهدت بناتهم بسبب الظلم والخوف من السيطرة على هذا اليتيم الذي سيأتي بالمال لأهله. الوضع كان مرعب وما زال، المرأة فقدت كل شيء في هذا العدوان.
لن ألاحظ الاهتمام بنساء على وجه التحديد بعد العدوان إلا في نطاق ضيق جدًا، برامج الاغاثة المحدودة التي قامت علها الاونروا والحكومة والمؤسسات الأهلية استهدفت الأسرة الفلسطينية بشكل عام، ولن يكن هناك شيء خاص، بالكاد وجدنا بعض البرامج التي تهدف لتفريغ لنفسي تستهدف الأطفال فقط وبشكل طوعي، ومحدود.


كيف ترين انه من الممكن تحسين واقع النساء المظطهدات في قطاع غزة وبشكل عام ؟

 

نعم من الممكن تحسين واقع المرأة الفلسطينية، يمكن ذلك في حال وجد نطاق عمل مشترك بين المؤسسات النسوية المتناثرة، وجد هم واحد يجمعها ويمس كل امرأة فلسطينية.

لا أحد يعمل في قطاع غزة أكثر من تلك المؤسسات النسوية لكنها  للأسف بعيدة عن البرامج والنشاطات التي تمس حياة المرأة، لا تعمل بالتدريج وضمن نطاق الأكثر إلحاحا إلى الأقل.
أنا أؤمن أن واقع سينما المرأة غير مناسب لكن لا أؤمن أن تلك المرأة التي أريد أن أحسن واقعها في السينما يهمها هذا الأمر في هذا الوقت.
على تلك المؤسسات الاقتراب من المرأة الفلسطينية، عليها أن تناسب نشاطاتها بيئة المرأة أكثر من ما تفرضه الحداثة في الوقت الحاضر على الأقل،  لماذا أتي بالنساء وأقول لهن القانون يضمن لك في حال طلاقك كذا وكذا، نحن نوفر لك محامي خلع إذا أردتي، لماذا لا أعالج مشاكل تلك المرأة التي قد تؤدي بها إلى الطلاق أو الخلع، الانطباع السائد عن مؤسسات المرأة أنها مؤسسات خراب تريد هدم الأسرة تحت بند الحرية والتحرر، تلك المؤسسات تدعو المرأة لعدم الارتباط والتقيد بالرجل اقتصاديًا دون ان توفر لها ما يساعدها على الاستقلال الاقتصادي.
مؤسسات المرأة للأسف يهمها فكر معين تستقطب من تفيده من برامجها وخدماتها وتترك الآخرين الذين تتحدث باسمهم، حتى في حال وجود مشاريع كتشغيل الخريجات يكون العائد عليهم قليل مقابل المالغة في الصرف على الدعاوي التي توثيق نشاط بسيط وهين؟؟

ماذا تقولين اليوم بمناسبة يوم المراة العالمي؟

بما أنهم يعتبرون الثامن من آذار هو يوم المرأة العالمي، فأنا أتمنى أن يكون هذا اليوم هو يوم الاحتفال بانجازات المرأة العربية في شتي المجالات، أتمنى أن يكون هذا اليوم يوم الإعلان عن الانجازات والنجاحات التي حققتها المرأة على مدار العام، لا أن يكون اعلان عن واقع وأرقام مرعبة تخص المرأة في الوطن العربي كما اعتدنا.


صور لبعض الناشطات الفلسطينيات ضد الفساد

 

 

go top